أنانيّة الطفل سببها الحرمان والدلال
واشنطن ..
أوضحت دراسة حديثة أجرتها جامعة ميامي الأمريكية أن الطفل يكتسب صفة الأنانية من والديه عن طريق أسلوب التربية الذي يلعب دوراً كبيراً في تنمية هذه الصفة بعيداً عن الجينات الوراثية .
وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة " أبحاث الشخصية " الأمريكية إلى أن ردود فعل الآباء تجاه بعض تصرفات أبنائهم وتلقين الطفل العادات الخاطئة في الأعوام الأولى يؤثر على شخصيته وخاصة خلال العام الثاني من عمره .
وتؤكد الدراسة أن المشاركة في بعض الأنشطة هي مفتاح التغلب على الأنانية لدى الطفل ، فهي تساعد على تعلم التعاون والاعتماد على النفس وعدم التفكير بالذات فقط كالألعاب الجماعية التي تعطي الطفل متعة وسط تواجد الأصدقاء .
كما ان الطفل وحتى سن العام ونصف العام يظن أن كل ما تمتد إليه يده ملكه فمن الطبيعي أن يكون أنانياً قبل أن يكتسب أي خبرات مع العالم الخارجي ومع بدء نموه يبدأ إدراكه وتفكيره وقدراته في التطور فيفصل بين الأنا والأنت ويتعرف على بعض القيم والأعراف الاجتماعية كما يتعرف على ما هو ممنوع وما هو متاح فيبدأ بالتنازل تدريجياً عن أنانيته .
وفي عامه الثاني يتنازل عنها في سبيل أبويه وفي الثالث في سبيل أخوته ، وفي الرابع يشارك بشكل إيجابي مع الأطفال الآخرين إلا أن الاستمرار في الإصرار على الاحتفاظ بملكيته للأشياء يبدأ بعد بلوغه سن الخامسة وعادة ما يكتسب الطفل تلك الصفات السيئة من قدوته إضافة إلى إهمال الآباء وعدم وجود من يعتمد عليه فيلجأ إلى الأنانية كوسيلة يحمي بها نفسه من المجتمع الجاف والعنيف وفي المقابل يؤدي الدلال المفرط إلى نفس النتيجة وكذلك إعطاء الطفل كل ما يريد بدون حساب والاعتدال هو الطريق الأفضل دائما إلى التربية السوية .
ووفقاً للدراسة فإن الطفل الأناني طفل خائف يشعر بالضعف والعجز والأشياء التي يحتفظ بها ما هي إلا أداة تمنحه القوة لأنه لا يثق بنفسه وعندما يكبر يصبح بخيلاً أو شحيحاً في العطاء وتكون علاقاته الاجتماعية قصيرة المدى ومحدودة لتركيزه على ذاته فقط ما يجعل الآخرين يبتعدون عنه .
منقول