بسم الله الرحمن الرحيم
أهل الكهف
بعد المقدمة :
-تحدى الله عز وجل المشركين بالقرآن الكريم فتحداهم سبحانه بالقرآن كله: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) الإسراء88
-ثم نزل التحدى الى عشر سور فقال تعالى : (أم يقولون إفتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) هود13
-ثم نزل الله عز وجل بالتحدى الى سورة واحدة ( وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) البقرة23
لم يستطيعون بل قال الوليد بن المغيرة إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو ولا يعلى عليه والفضل هو ما شهدت به الأعداء
القران فيه أخبار الأمم السابقة القران فيه ما يحدث إن شاء الله فيه حقائق كونيه لم يكن يعلمها أحد (سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فصلت بل اخبر الله عز وجل أن فلانا وفلانا سيموتون كفارا وقد حدث ولم يستطع أحد منهم أن يقول كلمة الإيمان ليناقض حكم القرآن فيه القرآن أخى فى الله عقيدة ومنهاج حياة لإقامة مجتمع مسلم
نأتى إلى سورة الكهف سنأخذ فقط من الآية 9 الى الآية 26 سنجد فيها :
1-توضيح عقيدة التوحيد (ربوبية وألوهية).
2-إظهار وبرهان عقيدة البعث والنشور والإيمان بالله واليوم الآخر.
3-إشارات علمية.
4-إشارات طبية.
5- إشارات فلكيه.
*** أولا : عقيدة التوحيد***
قال تعالى : (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا) الكهف14
ربنا رب السماوات والأرض توحيد ربوبية عطاء فالله هو خالق السماوات والأرض
هذه لا يكفر بها ألا القليل (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) لقمان
(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) العنكبوت 61
ألوهية (لن ندعوا من دونه آلها لقد قلنا إذا شططا)
الدعاء لا ينصرف إلا الى الله عز وجل.
-لا استعانة إلا بالله.
-لا استغاثة إلا بالله.
لا توكل إلا على الله
*** ثانيا: عقيدة البعث والنشور***
(وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها) الكهف 21
*** ثالثا: إشارات علمية عامة ***
-أسلوب علمى خالص – يذكر إجمالى القصة فى أربع آيات 9-12
ثم ذكر التفاصيل من الآية 13-26
فى الإجمالى مثلا قال : (فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا) فى التفاصيل (ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين (وازدادوا تسعة) هذا أسلوب علمى بليغ ففى البحث العلمى نأتى بمقدمة فيها إجمالى البحث ثم نفصل فى فصول وأبواب.
-أمر الله عز وجل بالتفكير فى آيات الله وعجائبه ومخلوقاته.
ويحث الله عز وجل على التفكير العلمى قائلا (أم حسبتا) أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)
يعنى لا تظن أن قصة أهل الكهف هى العجب من آياتنا بل خلق السماوات والأرض.
وخلق الليل والنهار والشمس والقمر كلها آيات – لتدل أن الله له مطلق القدرة – له ما يشاء ولا يعجزه شئ.
*** رابعا: إشارات طيبة ***
حتى ينام أصحاب الكهف كل هذه المدة بصورة هادئة صحيحة – فقد وفر الله لهم.
أن ينام بعضهم 300 سنة أو أكثر ومعهم الكلب بعيدا عن الحيوانات المتوحشة فماذا فعل الله عز وجل بهم
أ-تعطيل حاسة السمع الصوت الخارجى يوقظ النائم لذلك قال تعالى : (فضربنا على آذانهم)
الضرب هنا هو التعطيل.
إذن الأذن تعمل طوال اليوم تربط الإنسان بالمحيط الخارجى لذلك النائم حتى نوقظه
نصيح به يسمع بأذنه فيقوم من نومه
-بعد تعطيل الأذن أداة الاستيقاظ الخارجى.
عطل الله الجهاز المنشط الشبكى وهو أداه الاستدعاء الداخلى عن طريق التوازن الداخلى وكذلك الغيبوبة فإذا تم تعطيل الجهاز المنشط الشبكى فالإنسان يدخل فى غيبوبة أو تخدير فيدخل الإنسان فى نوم عميق.
ويتم تخدير جميع فعاليات الجسم حتى حرارة الجسم تقل أدنى درجة فماذا ينتج عن هذا التعطيل
1-المحافظة على الأجهزة حية تعمل فر الحد الأدنى عن استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب الساعة بالنسبة لهم داخل الكهف وبقيت – تعمل خارج الكهف أذن لا إحساس بالوقت.
وكذا تعطيل المحفزات الداخلية بالإضافة إلى ما سبق عدم الإحساس بالعطش – الجوع – والحاجة إلى التبول وكذا الأحلام.
وعلم العالم أن حاسة السمع – والجهاز المنشط الشبكى مرتبطان فى المخ بالعصب القحفى الثامن – أذن تعطل الإحساس بالخارج. وتعطل الإحساس الداخلى.
2-المحافظة على أجسادهم سليمة طيبة عن طريق التقليب المستمر أثناء النوم قال تعالى (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) حتى لا تأكل الأرض أجسادهم بحدوث تقرحات الفراش وكذلك أبعدهم بالتقليب عن حدوث جلطة فى الأوعية الدموية والرئتين وهذا عين العلاج فى الطب التأهيلى لمعالجة المرضى فاقدى الوعى أو لا يستطيعون الحركة بسبب الشلل وغيره.
أذن تعطلت الأذن وتعطل الجهاز المنشط الشبكى – التوازن الداخلى – حتى يتم تقليبهم بحيث لا يصابوا بالجلطة – وقرحة الفراش
3-لابد طبعا من الشمس لذا تم تعريضهم لأشعة الشمس ولكن بطريقة مذهلة (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال)
الشمس ضرورية للتطهير – لتقوية العظام – إمدادهم بفيتامين د للجلد وإذا غربت تقرضهم يعنى تصيبهم أو تمسهم مسا خفيفا.
لكن لم تكن الشمس مسلطة عليهم مباشرة وألا لذابت ملابسهم وتقطعت.
4-بقيت التهوية السليمة – فجعل الله لهم فتحة فى أعلى الكهف للتهوية والإضاءة عن طريق الفتحة (وهم فى فجوة منه)
5-حماية أعينهم وإلقاء الرهبة على من يراهم (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)
ثبت طيبا أن العين المفتوحة دائما تتعرض للأتربة والجراثيم فتحدث تقرحات القرنية (مقدمة العين) والعتبة بعد ذلك ثم فقد حاسة البصر والعين المقفولة دائما تؤدى إلى ضمور العصب البصرى فيحدث موت تدريجى للعصب فيحدث العمى إن لم يتهيأ للعين أسباب القيام بوظيفتها لذلك المسجونين فى أماكن مظلمة أو تحت الأرض مدة طويلة يفقدون البصر إذا لا يجب أن تغلق العين ولا يجب أن تظل مفتوحة فماذا فعل الله بهم.
-جعل العيون ترمش وتتحرك بصورة دورية لا إرادية ثم تأتى الغدة الدمعية تفرز السائل الدمعى الذى يغسل العين ويحافظ عليها من المؤثرات الخارجية الضارة.
-كل ما سبق كان حماية داخلية فماذا عن الحماية الخارجية أناس يمرون وحيوانات وحشية تمر عليهم.
-ألقى الله عز وجل الرهبة عندما ينظر إليهم أى ناظر.
يقول عز وجل (لو أطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا)
*** خامسا: إشارات فلكية ***
(ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وأزداد تسعا)
300 سنة بالتوقيت الشمسى - 309 سنة بالتوقيت الهجرى
الخطبة الثانية
ظهر فى كل زمان ومكان أناس يدعون النبوة أو يحاول أن يأتى بكلام مثل القرآن على سبيل المثال مسيلمة الكذاب : القرآن الذى جاء به مضحك
-مثل : (يا ضفدع يا بنت الضفدعين – نقى لكى نقيق – لا الماء تشربين – ولا الشارب تمنعين).
-كذلك السورة التى قال أنزلت عليه أسماها سورة الفيل يقول: (الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل)