القاهرة ـ لندن – القدس العربي ـ اتهم الرئيس المصري حسني مبارك ايران ضمنيا الخميس بالسعي الى دفع المنطقة نحو الهاوية وحذرها من غضب مصر وشعبها، وتوعّد بأن تقوم بلاده بمقاومة أية تدخلات إقليمية لبسط النفوذ.
وقال إن مصر لن تسمح "بتدخلات قوى إقليمية تعادي السلام وتدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية وتسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربي وتغذي الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية، وتدفع بعملائها في المنطقة لتهديد أمن مصر القومي وإستباحة حدودها وزعزعة إستقرارها".
وأضاف مبارك "أننا نعيش في منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر، ولا نملك الإنعزال عن قضاياها أو تجاهل إنعكاساتها على الأمن القومي للوطن".
وتابع "أقول لهؤلاء (...) إننا واعون تماما لمخططاتكم (...) سنكشف تآمركم ونردّ كيدكم في نحوركم (...) كفاكم تمسحاً بالقضية الفلسطينية (...) إحذروا غضب مصر وشعبها".
وأعلن الرئيس المصري أن أمن مصر القومي مرتبط بالوضع في السودان ودول حوض النيل وأفريقيا وبأمن وإستقرار الشرق الأوسط.
وقال مبارك في كلمة في ذكرى تحرير شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الاسرائيلي عام 1973، إن "أبناء قواتنا المسلحة يشاركون حاليا في عمليتين لحفظ السلام بالسودان (...) ويحملون رسالة تضامن من شعب مصر في مواقع إنتشارهم في الجنوب واقليم دارفور" المضطرب.
وتابع أن "السودان يواجه حاليا تحديات صعبة فرضتها أزمة دارفور وتداعياتها، وقد جاء موقف المحكمة الجنائية الدولية ليزيد من تعقيد الوضع الراهن".
وأكد مبارك أن "مصر تولي إهتماما فائقا لإستقرار السودان ووحدة أبنائه وأراضيه وإهتماما مماثلا بأمن وضبط حدودها مع الجار الشقيق في جنوب الوادي (السودان)".
وتوجّه الى السودانيين بالقول "أقول لكل سوداني (...) إعتمدوا منطق الحوار وضعوا مصلحة السودان فوق أية مصلحة أخرى، لقد آن الآوان لأن تتحد كافة القوى السياسية لتحقيق السلام والأمن والتنمية لوطنهم وشعبهم".
وأضاف "أقول لأهل السودان إن مصر تتطلع لمصالحة تتيح للسودان أن يكون وطناً لجميع أبنائه، يعتزّون بإنتمائهم إليه، ويسهمون جميعا في تنميته وإستقراره ووحدته".
وقال مبارك إن "قواتنا المسلحة هي درع وهي حصن الوطن وسيفه (...) وسيظل الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومي واجبها المقدس".
وقال الرئيس المصري إن القضية الفلسطينية ستبقى "على رأس أولوياتنا العربية، تتواصل جهودنا كي نأخذ بيد الفلسطينيين إلى المصالحة فيما بينهم، فإذا نجحوا فى ذلك وإستطعنا أن نعيد إليهم وفاقهم الوطني وتماسكهم، أمكننا إستعادة التأييد الدولي لقضيتهم، ولحق شعبهم فى إقامة دولته المستقلة".
ولفت الى أن مصر ترفض محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضي ووصف المستوطنات بأنها "تقوم على أراض فلسطينية محتلة".