شهدت مدينة حبان الكثير من المعارك التي دارت بين العوالق من جهة وآل عبد الواحد من جهة أخرى ، وقد استمرت تلك المعارك بين العوالق والواحدي ما يقارب الخمسمائة عام أو ما يزيد من فترة السلطان صلاح بن باقب سلطان العوالق في القرن العاشر الهجري وحتى قبيل الاستقلال الوطني وسقوط السلطنات في العام 1967م .
وكانت طبيعة تلك المعارك بين الطرفين خلال تلك السنين بين كرَ وفرَ وساعة تخبوا وساعة تثور ، وعلى الرغم من أن مدينة حبان كانت العاصمة للسلطنة الواحدية منذ حوالي القرن التاسع الهجري تقريباً إلا أن العوالق وحسب دعاويهم يعتبرون أن حبان مدينتهم في الأصل وإن الواحدي قد استولى عليها وبالتالي فإنهم يريدون استعادتها وضمها لنفوذ العوالق . لكن قبائل سعد الذين كانوا في الكثير من الأحيان على خلاف مع سلاطين حبان آل عبد الواحد كانوا يقفون إلى جانب آل عبد الواحد رافضين أي وجود للعوالق في حبان فخاضوا العديد من المعارك دفاعاً عن المدينة ضد العوالق وغيرهم .
وهنا ندون بعض ما قيل من الشعر العامي بين شعراء العوالق وشعراء منطقة الواحدي حول التنافس والصراع على تلك المدينة التاريخية مدينة حبان .
فهذه قصيدة للشاعر علي بن ناصر البعسي من شعراء العوالق بعث بها إلى الشاعر علي بن يسلم بن لعور لسودي من وادي حبان ببلاد الواحدي بتاريخ 15- جماد أول 1360هـ يتحدث فيها عن مزاعم العوالق وأحقيتهم بتلك المدينة ويقول فيها :-
يالله بدينا بك عليك المتكل
يا ذي خلقت الأرض والسبع الجمود
الحمد للرحمن عدَة ما نزل
وعداد ما هزت نسانيس البرود
عسى بجاه المصطفى ذي هو رسل
يحضر معانا عند لزات اللحود
وبعد يا طارش توكل في عجل
وعبر في أشعوب ما بين الحيود
لا تأوي إلا عند بن لعور علي
قُل له سلام آلاف بالعنبر وعود
لا بطيت سلم على القريشي بن لوي
قل له لخيِل برق في قنفان سود
إن با يفك أحمد بحكم المحكمة
ولا معي ذي هم يداوون الكبود
كلين يعرفهم ويعرف شغلهم
لا تمكنوا في الحيد لبيَض با ينود
حتى ولا بطينا نعدَ أيامها
با ترجع الشوكة على رأس العمود
حبان ليِه من على زام أولي
وأنا مقدَم من على سبعة جدود
وأنا الرعيِة حبهم من خاطري
وأمسي عليهم دور والدولة رقود
واليوم ما با نعذرك من ذي لنا
لو با تصل سيلان أو أرض الهنود
ولا تبون المحكمة با لحتكم
لا قوا وخاف إن دولتك تصبح شرود
كُلين يطلع ذي معه في المحكمة
وبا لجيب الخط حقَك والشهود
وإن ما تبون المحكمة يالمهتجس
بيناتنا من حيث صرَات القيود
نبوا على ذي قال عاده ما حضر
لا شي معه جودات عاده با يجود
يا هل الوسط قولوا لبن لعور علي
ما تقدر الغُطغُط تراكز بن سعود
ومذيب لا جاء والطهوش الثانية
با تكون ما بين النمارة والأسود
ذا فصل والثاني يقول العولقي
حب الهواية قرب ولا في بعود
حِب الغصون الراوية من خاطري
لمسي لدوِر وين زينات الخدود
وأنا معيَه صاحبة متقدمة
ملقي لها شيله وبركاله جرود
واليوم قالوا لي معد هي شي بلك
ولا خذوها يالهودي بليهود
لا والنبي لا والنبي ما اديتها
لا با لطوف البحر في سفره وعود
إن كان لا جات الزيود المسبله
ولا السعودي والنصارى واليهود
ولا بني من صمَ في محبوبتي
با مسي معاها في دلاقيم الحيود
معاد شي جوله ولا شي معذره
ومن سقط منا عسى إنه لا يعود
وقد أجاب على قصيدة البعسي هذه الشاعر علي بن يسلم بن لعور فقال :-
يقول بداع القوافي لسودي
رزقي على المولى وحنَات الرعود
سِرِح ضميدي بالمجارش والحلي
ما بعد دخلت البحر في سفره وعود
يالله دعيتك كل كربة تنجلي
يا مالك الأملاك يالرب الودود
عسى حساب العبد عندك يا قوي
تغفر ذنوبي عند لزَات اللحود
با دعيك يا رب السماء يالمعتلي
شُف حال عبدك بالتعايب والنكود
فرج علي يا ذي تفرج من بلي
يالمعتلي يا ذي على السبع الرقود
أيدي وجيعة من رشيخ البشلي
من باطل الدنيا وبلاَت الحسود
ومن صميل القبوَله ما بشتكي
با جازي المقرب وذي هم في البعود
لا قالها الله والزوايا والنبي
با ستوفي السبعة وعاقلهم حمود
شلوا علي حب الرهوق الداخلي
محسوب بالميزان من تحت العمود
با حسُب عليه الملح عند الصوملي
أحمد وصابر بناقدهم شهود
ولا بنا من دقدقه بالقُنبلي
وش كلَفه يعمد وسط بين الجنود
يالله عسى ألقاك يالكور الندي
لما متى مني تروَح بالفيود
يا بن البعسي يا رفيقي يا علي
وش ذا الحجر دحرجتها لي في سنود
دحرجتها من رأس كور العولقي
ما الحيد لبيَض داري إنه ما ينود
منصوب سد الكور من زام أولي
والوالده تحته على سبعه نجود
تبا بلادي بالصميل الباطلي
وبلاد هل هادي مع روس الحيود
لا والنبي ما انطيتها لا والنبي
ما نطي بلادي ذي معي خلف الجدود
هذا جوابي يا رفيقي يا علي
وبلغه لهل الميازر والفرود
قُل للصريمه بن فريد اليسلمي
وأمذيب وأحمد والنماره والأسود
قُل له نزلتوا بالسرف عالواحدي
ما نا علي ظاري على فحس الكبود
انته معك في الكور كم من دوسري
ج
إجمال عبد الله ترامح بالقيود
وإن ساعدك عبد الكريم العبدلي
أنا معي ذي هم يحامون الحدود
شُفني معي مولى المكلا مسندي
والكاف يتزهجم وسالم بن عبود
واليوم شُفني جاهلي بن جاهلي
واقراء على دين النصارى واليهود
وانته تبا ذاك الزمان الأولي
لا والنبي أنا وياك محسنَا سدود
إن كان لا المحضار والسيد علي
با يسعرون الحبَ من سبعة زبود
وفي قصيدة للشاعر علي بن ناصر البعسي جواب على الشاعر بن دابي القميشي الحميري بعد معركة الخبر التي جرت بين العوالق ولقموش من حمير نجد الشاعر البعسي يشير في تلك القصيدة إلى إحدى المعارك التي جرت بين العوالق وسعد حبان داخل مدينة حبان فيقول :-
واحنا نزلنا العام لا سوق التجر
خذنا ثمان أيام وحنا في صرير
هل با بكر جونا وجونا هل عمر
ج
وسعد لخرى جاتنا تهدر هدير
محسن مراكزهم جليلين العُصر
وضربهم يعجب مع صوت النفير
لما تلاطمنا بها تحت العُكر
ظلاَ الصُريمي بيننا يقبر قبير
يا ذي تبا أرض الحبش تمسي هدر
والبحر عاده على الخليقه مستدير
لا نتو عزمتو عالسواعي والسفر
أبني دخل خلفك في البحر الغزير
منقوووووووووووووووووول