السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كلمات قرأتها فأعجبتني وأحببت أن أشارككم بها
كلما كانت شخصية المرء أقوى
وثباته على مبادئه أشد
كان أهم في الحياة
أحياناً يكون من مبادئك عدم أخذ الرشوة .. مهما ملَّحوا أسماءها .. بخشيش .. هدية .. عمولة ..
زوجة يكون من مبادئها .. عدم الكذب على زوجها .. مهما زينوه لها .. تمشية حال .. كذب أبيض ..
من المبادئ .. عدم تكوين علاقات محرمة مع الجنس الآخر .. عدم شرب الخمر ..
شخص لا يدخن .. جلس مع أصحابه .. ليثبت على مبادئه ..
الشخص الثابت على مبادئه وإن انتقده أصحابه أحياناً .. واتهموه
بعدم المرونة .. إلا أن مشاعرهم الداخلية تؤمن أنها أمام بطل ..فتجد
أن أكثرهم يلجأ إليه ويشعر بأهميته أكثر من غيره ..و هذا ليس خاصاً
بأحد الجنسين دون الآخر .. بل الرجال والنساء في ذلك سواء ..فاثبت
على مبادئك ولا تقدم تنازلات .. عندها سيرضخ الناس لها ..لما
ظهر الإسلام في الناس جعلت القبائل تفد إلى رسول الله ..فجاء وفد
قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رجلاً ..فلما قدموا أنزلهم رسول الله
المسجد ليسمعوا القرآن .. فسألوه : عن الربا والزنا والخمر ؟فحرم
عليهم ذلك كله ..وكان لهم صنم ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهم ..
اسمه " الربة " .. ويصفونه بـ " الطاغية " .. وينسجون حوله
القصص والحكايات للدلالة على قوته ..فسألوه عن " الربة " ما هو
صانع بها ؟قال : اهدموها ..ففزعوا .. وقالوا : هيهات .. لو تعلم
الربة أنك تريد أن تهدمها .. قتلت أهلها !!وكان عمر حاضراً ..
فعجب من خوفهم من هدم صنم ..فقال : ويحكم يا معشر ثقيف !! ما
أجهلكم !! إنما الربة حجر ..فغضبوا .. وقالوا : إنا لم نأتك يا ابن
الخطاب ..فسكت عمر ..فقالوا : نشترط أن تدع لنا الطاغية ثلاث
سنين .. ثم تهدمه بعدها إن شئت ..فرأى النبي أنهم يساومونه على
أمر في العقيدة !! هو أصل من أصول الإسلام .. فما دام أنهم
سيسلمون .. فما الداعي للتعلق بالصنم .. !!فقال : لا ..قالوا : فدعه
سنتين .. ثم اهدمه ..قال : لا ..قالوا : فدعه سنة واحدة ..قال : لا ..قالوا : فدعه شهراً واحداً !!قال : لا ..فلما رأوا أنه لم يستجب
لهم في ذلك .. فالمسألة شرك وإيمان .. لا مجال فيها للمفاوضة !!قالوا : يا رسول الله .. فتولَّ أنت هدمها .. أما نحن فإنا لن نهدمها
أبداً ..فقال : سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها ..فقالوا : والصلاة .. لا نريد أن نصلي .. فإننا نأنف أن تعلو إست الرجل رأسه !!
فقال : أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم من ذلك ..وأما الصلاة .. فلا خير في دين لا صلاة فيه ..!!فقالوا : سنؤتيكها ..
وإن كانت دناءة ..فكاتبوه على ذلك ..وذهبوا إلى قومهم .. ودعوهم إلى الإسلام .. فأسلموا على مضض ..ثم قدم عليهم رجال
من أصحاب رسول الله لهدم الصنم ..فيهم خالد بن الوليد .. والمغيرة بن شعبة الثقفي ..فتوجه الصحابة إلى الصنم ..ففزعت ثقيف ..
وخرج الرجال والنساء والصبيان .. وجعلوا يرقبون الصنم .. وقد وقع في قلوبهم أنه لن ينهدم .. وأن الصنم سيمنع نفسه ..فقام المغيرة بن شعبة ..
فأخذ الفأس .. والتفت إلى الصحابة الذين معه وقال : والله لأضحكنكم من ثقيف !!ثم اقبل إلى الصنم .. فضرب الصنم بالفأس ..
ثم سقط وجعل يرفس برجله ..فصاحت ثقيف .. وارتجوا .. وفرحوا .. وقالوا : أبعد الله المغيرة .. قتلته الربة ..ثم التفتوا إلى بقية الصحابة
وقالوا :من شاء منكم فليقترب ..عندها قام المغيرة ضاحكاً .. وقال :ويحكم يا معشر ثقيف .. إنما هي لكاع ( أي مزحة ) .. وهذا صنم ..
حجارة ومدر .. فاقبلوا عافية الله واعبدوه ..ثم أقبل يهدم الصنم .. والناس معه .. فما زالوا يهدمونها حجراً حجراً .. حتى سووها بالارض ..
من كتاب : اِسْـتـمـتِـعْ بـِحـَيـاتـِك
مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية
حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين سنة
بقلم / د.محمد بن عبد الرّحمن العريفي
{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
(33) سورة الأنفال