قال ابن كثير رحمه الله: 'وكان من خلق النبي أنه جميل المعشر دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم ويوفهم نفقتهم ويضاحك نساءه،
حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يتودد إليها بذلك.قالت رضي الله عنها: "سابقني رسول الله ص فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم،
ثم سابقته بعدما حملت اللحم فسبقني فقال: 'هذه بتلك'.صححه الألباني
وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك ص، وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:2]
انتهى كلامه رحمه الله.
هكذا كان حبيبنا محمد ص رغم وقاره وهيبته وكثرة أعبائه إلا أنه كان ص رحيمًا بنسائه ضحوكًا معهن،
متواضعًا أشد التواضع لطيف المعشر عطوفًا عليهن ممازحًا لهن.
وقد كثرت الأخبار عن مداعبته لعائشة ـ رضي الله عنها ـ لأنها كانت صغيرة السن، وكان يقدر حاجتها للعب واللهو والمداعبة وحسن الملاطفة
وهذا من فطنته ص.ولم يجعل الرسول ص من هيبة النبوة ووقارها سداً منيعًا بينه وبين زوجاته رضي الله عنهن بل آنسهن بمرحه وملاطفته.
فالزوج المثالي هو الذي يداعب زوجه ويلاطفها ويعطيها حقها في اللهو والمرح البريئين، وذلك بوسائل متعددة تتماشى مع استطاعته
وإمكاناته إما بسمر أو برحلة أو بزيارة أو بحضور مناسبة تتفق والمنهج الإسلامي.