يأكل مني دون أذني
سيدة شابة كانت تنتظر طائرتها فى مطار دولى كبير ولأنها كانت ستنتظر كثيرا إشترت كتابا ً لتقرأ فيه وإشترت أيضا علبة بسكويت
بدأت تقرأ كتابها أثناء إنتظارها للطائرة
و كان يجلس بجانبها رجل يقرأ فى كتابه
عندما بدأت فى قضم أول قطعة بسكويت التى كانت موضوعة على الكرسى بينها وبين الرجل ، فوجئت بأن الرجل بدأ فى قضم قطعة بسكويت
من نفس العلبة التى كانت هى تأكل منها. بدأت هى بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة فى وجهه لقلة ذوقه.
كل قضمة كانت تأكلها هى من علبة البسكويت كان الرجل يأكل قضمة أيضا ً، زادت عصبيتها لكنها كتمت فى نفسها
عندما بقى فى كيس البسكويت قطعة واحدة فقط نظرت إليها وقالت فى نفسها "ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن". لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين
ثم أكل النصف وترك لها النصف
قالت فى نفسها "هذا لا يحتمل"كظمت غيظها أخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرة، وعندما جلست فى مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها
وفوجئت بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هى مغلفة بالحقيبة !!
صـُدمت وشعرت بالخجل الشديد ، أدركت فقط الآن بأن علبتها كانت فى حقيبتها وأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو !!
أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معها وقاسمها فى علبة البسكويت الخاصة به بدون أن يتذمر أو يشتكى !! وإزداد شعورها بالعار والخجل.
قال تعالى : { و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين }
العبرة من هذه القصة هي:
علينا التروي في إطلاق الاحكام دونما اي تفكير منطقي نغلب فيه العقل على العاطفة ، لان العقل هو بيت الحكمة والعاطفة شرارة اشتعال حرائق
التكوين النفسي والسلوكي الذي ينم عن اصول التعامل الحضاري الذي تتميز به الاعقول قبل القلوب وتنبض به الحواس لتترجمه واقعا" شعوريا"
في صلب حياتنا الذي به تنبض خلايا تكويننا السيكيلوجي والذي دأب كل عضو فيه العمل من خلال ساعة بيولوجية تتحكم في تصرفاته.
فعلينا ان نعود ساعات جوارحنا البيولوجية على التروي والحكمة وعدم الانجرار وراء متاهات العقل المفرطة التي لا تجلب لنا سوى الدمار
وعلى كل المستويات هذه امور تتصف بها النفس البشرية لان النفس أمارة بالسوء وخاصة عندما تستمري لتستمرىء التكالب على ملاحقة البشر
لارواء غريزة التعملق الطوباوي الذي تنشده الضعيفات من النفوس ,,لا ننسى قول الحق: ان النفس لامارة بالسوء) وما ابرىء نفسي .
عندما نستشف سطور هذه القصة نجدها تواصل التخاطب العقلي في التروي وعدم الانجرار وراء نزعة اختراق العقل الباطن الذي ينبض في حقيقة النفوس.