كشف مصدر عسكري يمني أمس مصرع القائد الميداني لجماعة التمرد الحوثي في صعدة عبد الملك الحوثي إثر إصابته بجروح بليغة في قصف جوي سعودي.
وفي غضون ذلك هدد تنظيم 'القاعدة في جزيرة العرب' بالثأر من الحملة الجوية التي استهدفت ابين مؤخرا، واشارت الى احتمال شن هجمات ضد مصالح اجنبية في اليمن. وقال المصدر العسكري في بيان رسمي تلقت 'القدس العربي' نسخة منه 'تزايدت الأنباء حول مصرع الإرهابي عبد الملك الحوثي الذي كان قد تعرض لإصابات بليغة إثر ضربة استهدفت تجمعاً ضمه مع مجموعة من العناصر الإرهابية الحوثية'.
وأوضح أنه 'قد تم دفنه في جبل طلان المطل على منطقة الملاحيظ بجوار منزل أحد أقرباء أسرة الحوثي ويدعى أحمد الهدوي، حيث تمت عملية الدفن وفقاً لمصادر محلية بسرية تامة وذلك حتى لا يعلم أتباعه بمصرعه فتتأثر روحهم المعنوية وينهاروا سريعا'.
وأشار إلى أن صهر عبد الملك الحوثي والقائد الميداني الحالي للمتمردين يوسف المداني، أصدر توجيهات بتوزيع نسخ من بيانات مذيلة باسم عبدالملك الحوثي 'لرفع معنويات عناصره بعد الأنباء التي راجت بينهم'عن مصرعه'، مؤكدا أن عناصر التمرد الحوثي 'باتت تعاني من الانهيارات ونقص حاد'في الذخائر والمؤن في مختلف جبهات القتال وبدأ اليأس والتذمر يدب في أوساطهم وأنها تحاول حاليا تجميع قواها لشن هجوم انتحاري يائس على مدينة صعدة في ذكرى عاشوراء في محاولة يائسة لرفع المعنويات المنهارة لعناصرها'.
من جانبه لم ينف المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي أو يؤكد مقتله، وظل يواصل إرسال تقاريره الإخبارية لوسائل الإعلام المحلية والدولية، عبر وسائله المختلفة، وكأن أنباء وفاة عبد الملك الحوثي لا تعنيه.
وذكر في بيانه الأخير الذي بثه أمس أن الطيران السعودي شن ليل الأحد الاثنين 31 غارة جوية على مركز الجَابِري، كما قصف الجيش السعودي بنحو 660 صاروخاً على مركز الجَابِري، بحيث لم يتوقف إطلاق الصواريخ وقنابل الطيران على المركز طوال المساء وكذلك القنابل المضيئة.
إلى ذلك أكدت المصادر العسكرية اليمنية أمس أن الجيش اليمني حقق تقدما كبيرا خلال الأيام الماضية ضد عناصر جماعة التمرد الحوثية وقالت 'إن أبطال القوات المسلحة والأمن في محور صعدة دمروا مخزناً للذخائر والوقود في المنطقة الغربية للكمب، كما دمروا العديد من أوكار ومواقع ومراكز لتجمعات العناصر الإرهابية في جبل عنم ورازح'والمهاذر ولقي العديد من تلك العناصر مصرعهم وتدمير كميات من أسلحتهم وعدد من آلياتهم'.
وقالت 'إن وحدات عسكرية وامنية أخرى تمكنت من تدمير مخازن للمؤن والسلاح في مفرق حاربة وأنه تم تدمير شاحنتين في الحمزات وسيارة أخرى في المهاذر'.
وفي محور سفيان بمحافظة عمران الحدودية لصعدة قالت المصادر العسكرية إنه تم تدمير 'أوكار للإرهابيين في منطقة الوقبة وافشلوا عددا من محاولات تسلل العناصر الإرهابية قرب موقع التمثلة والاتجاه الشرقي للمجزعة ملحقين في صفوف العناصر الإرهابية خسائر كبيرة ودُمّرت سيارة للإرهابيين قرب التبة الحمراء'، مؤكدة أن الجيش اليمني واصل تقدمه في محور الملاحيظ الحدودي مع السعودية 'بعد السيطرة على المناطق المحاذية لجبل الرميح باتجاه تبة الخزان والتبة الحمراء التي سبق السيطرة عليهما في وقت سابق، كما سيطر على السبخانة والمناطق المجاورة لها'واكتسح الأوكار الإرهابية وكبدوا عناصر الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في حين شرعت وحدات عسكرية متخصصة بالقبض على اثنين من العناصر الإرهابية وعثر بحوزة احدهما على منشورات ووثائق تحرض على العنف والإرهاب'.
في غضون ذلك ذكرت مصادر إعلامية يمنية أن دعوة الشيخ طارق الفضلي'إلى الإضراب الشامل في المحافظات الجنوبية لقيت تجاوباً'في عدد من مديريات'لحج والضالع وأبين، واضطرت المحال التجارية في هذه المحافظات إلى إغلاق أبوابها خشية من سطوة المسلحين التابعين للفضلي وللحراك الجنوبي الذين تفاعلوا مع هذه الدعوة. المتضمنة تنفيذ أول (عصيان مدني) في المحافظات الجنوبية ضد النظام.
'وأكد موقع (المصدر أونلاين) الإخباري المستقل أن''الإضراب شل مدينة زنجبار في محافظة أبين'بشكل شبه كامل، بينما لم تتأثر المديريات الأخرى بدعوة الفضلي وتجري الحياة بشكل طبيعي، غير أن مسلحي الفضلي انتشروا في الشوارع وسط غياب كامل لقوات الأمن بالمدينة، ما أدى إلى إغلاق جميع المحلات التجارية والمرافق الحكومية'.
'وأوضح أن بعضا من المدارس التي تقع في محيط مدينة زنجبار ذهب إليها عدد قليل من الطلاب فيما خلت المدارس التي تقع وسط المدينة تماماً، أما الموظفون الحكوميون فقد تواجدوا بشكل خفيف خوفاً من الإجراءات العقابية من أتباع الفضلي، الذي يعد أحد أبرز قيادات الحراك الجنوبي وصاحب النفوذ القوي في محافظة أبين، بحكم أنه نجل آخر سلطان لمحافظة أبين ومؤسس الحركة الجهادية في اليمن مطلع التسعينيات.
وأشارت المصادر إلى أن مدينة الضالع شهدت كذلك إضرابا شاملا عن العمل استجابة للدعوة إلى الإضراب التي أطلقها الفضلي أدت إلى وقوع مواجهات بين المواطنين وقوات الأمن المركزي نتيجة إلتزامهم بإغلاق المحلات وأن الاشتباكات أدت إلى مقتل أحد الشباب المدنيين واعتقال العديد من المتظاهرين بالإضافة إلى اعتقال صحافيين كانوا يقومون بتغطية الإضراب الشامل، كما تم إغلاق عدد من المؤسسات الحكومية، كالبنك المركزي ومؤسسة الصالح الاجتماعية ومؤسسة الإتصالات، تحت ضغط الرجال المسلحين من أتباع الحراك الجنوبي التابعين للفضلي.
'وكان نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري دعا أمس الأول أبناء المحافظات الجنوبية إلى عدم الالتفات إلى دعوة الفضلي للإضراب الشامل التي يقف خلفها 'ما يسمى بالحراك الجنوبي ومن لفّ لفهم، من الملطّخة أيديهم بدماء الضحايا الأبرياء على طرقات الحبيلين وردفان والضالع وزنجبار، والذين لا هم لهم إلا الإساءة للوطن والوحدة ومكتسبات الثورة اليمنية الخالدة'.
'وأوضح الزوعري أن 'دعوات الإضراب التي تروّج لها هذه القوى الحاقدة على الوطن هي امتداد لمشاريعهم الصغيرة التي تحاول العودة بالوطن، إلى عهود التشطير والظلام، من خلال إشاعة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار ونشر ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الشعب اليمني'.