أم تسمّم نفسها وبناتها الثلاث انتقاماً من زوجها

لم تصحُ بلدة بحرصاف المتنية (جبل لبنان) بعد من هول صدمة أصابتها مساء أول من أمس، عندما شاع فيها نبأ العثور على غريس كساب (40 سنة) وبناتها الثلاث ميليسا جورج الجلخ (13 سنة) وماديسون (10 سنوات) وألفريدا (7 سنوات)، متوفيات في غرفة النوم في منزلهن. وما زاد الصدمة أكبر، هو ما تردد بينهم عن أن سبب الوفاة سمٌ دسّته الأم في طعام تناولته مع بناتها فقضين جميعاً.

هنا في شوارع البلدة الهادئة، يسود صمت مريب. الحركة قليلة، وإن شوهد أحدٌ فيبدو متجهماً مرتدياً الأسود وفي طريقه إلى صالون كنيسة مار يوحنا التي ستنقل إليها الجثامين عند الثالثة من مستشفى بحنس حيث وضعت في برادها بعدما عثر عليها وأجريت التحقيقات اللازمة في المنزل.

على جدران في البلدة ألصقت ورقة نعي خط عليها: «ينعى بول جرجي شكري الجلخ زوجته غريس شفيق كساب وبناته ميليسا وماديسون وألفريدا». لكن الواقع وشعور الناس، كان مختلفاً تماماً عما حاول النعي العادي تصويره. فالناس هنا غاضبون كثيراً من «الأم التي قتلت بناتها». لم يكن حضور الصحافيين مريحاً وسط الناس، ولم يكن سهلاً أيضاً الحصول على رواية لما حصل وخلفيته، لكن ثمة رواية يمكن سردها ومفادها أن الأسرة تعيش في وضع مادي مريح وأن الزوج يعمل في مجال تربية الخيل وهو كثير الأسفار وسخي على عائلته، وأخيراً اشترى سيارة حديثة «جيب» لزوجته. البنات يتعلمن في مدرسة «جيزوس أند ميري» في بلدة الربوة. مساء الخميس جاء الزوج إلى بيته عائداً من أبو ظــــبي، وثــــمة من قال من البحرين. طرق باب المنزل فلم يفتح له أحد. حطم قــفــــل الباب ودخل فوجد أسرته جمــــيعاً موتى وقــــربهن طـــعــــام. استدعيت القوى الأمنية وفتحت تحقيقاً ونقلت الجثث الى مستشفى بحنس. بعض الذين رأوا الجثث تحدثوا عن مشهد «ورائحة تقشعر لهما الأبدان». ويقول شخص من آل الخوري إن «قوى الأمن عثرت على شريط فيديو صوّرت فيه غريس كل ما فعلته: أحضرت سلطة فاكهة ودست فيها سماّ لا رائحة ولا طعم له وهو مبيد يستخدم في الزراعة. صوّرت بناتها تتناولن منها. ثم صورتهن بعد وفاتهن. ثم تحدثت عن الأسباب وأنها فعلت ذلك انتقاماً من زوجها لخيانته وأنها لم تعد قادرة على التحمل. ثم صورت نفسها تأكل من السلطة وتموت. وتردد أنها تركت رسالة أيضاً». وتردد أن وجود شريط الفيديو حال دون سوق كثيرين إلى التحقيق.

الصمت والمشهد الهادئ انقلب رأساً على عقب عندما جيئ بالنعوش. الغضب من الأم التي وصفت بـ «المجرمة» تفجّر في لحظات، إضافة إلى تمييز واضح في الجنازة. البنات وضعن في ثلاثة نعوش بيض وعليها ورود، كانت في مقدم الجنازة خلفها الأقارب والأب يمشي متلعثماً مسنوداً بشخصين، مفجوعاً باكياً منادياً بناته باسمائهن و «انطروني يا بابا» و «لوين رايحين»... نعش الأم كان في آخر الجنازة لا يبكي عليها أحد، بل نعوت يطلقها غاضبون كـ «مجرمة» أو «قاتلة» أو ثمة من يقول «الله ينجينا».

لا الله الا الله

لا حول ولا قوة الا بالله

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

لاحولا ولاقوة الابالله