تربية الفتاة

كثير من الناس من يقول أن الفتاة في تربيتها أسهل من الشاب لأنك تستطيع أن تعرف تفاصيل حياتها، وتستطيع السيطرة عليها كما أن الفتاة هادئة في طبعها ،وليست حادة،يميزها حنانها وعطفها على والديها ،قليلة الحركة على عكس أخيها وغيره الكثير من المقارنات....
كما أن هناك من الناس من يقف موقف عكسي من الفئة الأولى...

الفتاة هي صديقة أمها التي تقع عليها مسؤولية متابعتها بالدرجة الأولى والتقرب منها ومعاملتها كصديقة والتودد لها كي تستطيع أن تكسبها،وتفتح لها المجال بأن تفضي مابداخلها من خبايا وأسرار.

ولا أن تقف موقف عكسي اتجاه ابنتها ،لا تعاملها إلا بالتوبيخ والتأنيب والصراخ في وجهها على تفوهها بكل كلمة عوضآ عن تعليمها ونصحها وإرشادها ،ولاتسمعها إلاكلمة ممنوع وعيب عوضآ عن إخبارها بسبب منعها عن الإقدام على هذا الشيء ومناقشتها وإقناعها وسماع وجهة نظرها...


لاأن تشعرها بأنها كالناطور لها في كل حركة وفي كل نفس،بل عليها المتابعة من بعيد دون أن تشعرها بذلك...
كما على الأم أن تحترم خصوصية ابنتها ،كما تحب هي أن يحترم الآخرون خصوصيتها...

ليس أجمل من أن تجعل الأم وقتآ معينآ ين الفينة والفينة لاحتساء فنجان قهوة مع ابنتها تتجاذب معها أطراف الحديث ،تستمع لهمومها لمشاكلها ،تقدم لها النصح تبحث معها عن الحلول،فهذا ليس بالأمر السيء...


تجلس مع صديقاتها قليلآ إن حضروا ،تحادثهم ،تتعرف عليهم ،من هم ،أبناء من،ماهي أخلاقهم،فلايخفى ماللأصدقاء من تأثير على حياتنا،(والصاحب ساحب)،لا أن تهمل هذا الموضوع على أساس الثقة الزائدة أو قلة الوقت أو أنه موضوع عادي لايستحق المتابعة


وماذكر لايقلل من دور الأب في تربية ابنته،فله دور كبير في ذلك فهو الأساس لكن لقلة تواجده في البيت فالفتاة تقضي الوقت الأكبر مع والدتها.....


كثير من الآباء يمنعون الفتاة من أشياء كثيرة بحجة الخوف وقلة الثقة،بالمقابل يعطي ابنه الشاب الحرية المطلقة في دخوله وخروجه والأمر والنهي في غيابه فهو رجل البيت.......


فالفتاة هي خط أحمر غير قابل للنقاش،ممنوع أن تصادق أوتزور صديقاتها أو يزوروها ،ممنوع التكلم عبر الهاتف مهما كان السبب،ممنوع الجلوس أمام التلفاز،ممنوع زيارة أقاربها،ممنوع أن تبدي رأيها،ممنوع أن تناقش في أي موضوع ،هي تنفذ فقط ممنوع ممنوع ممنوع...............الخ


كل هذه الأوامر دون أن يحاول نقاشها ومحاورتها ،دون أن يأخذ في حسبانه أن ابنته لها أحاسيس ومشاعر كغيرها ،بحاجة لأصدقاء تتحاور معهم،تفضي لهم همومها،تفرح معهم تحزن معهم،بحاجة لأن تعيش عمرها الطبيعي كغيرها من الفتيات.....


(بعد أن يكون تعامل الأم والأب مع ابنتهم بهذا الشكل،لن يكون منها إلا التطلع لخارج نطاق بيتها وأسرتها لتبحث عن الحنان والأمان ،لتبحث عن من يسمعها ويصغي إليها،وستجد من يكون بانتظارها من الذئاب البشرية لاستغلال ضعفها ،واستجرارها بالكلمات الرقيقة التي كانت بحاجة لسماعها من والديها)

الحديث في هذا المجال طويل جدآ ولاأريد الإطالة في ذلك انا أبديت رأي وسأدع الموضوع لمناقشته من قبلكم وسماع آرائكم بهذا الصدد.....

فهل تربية الفتاة أسهل من تربية الشاب؟
وهل يحق للشاب مالايحق لأخته؟
وهل الفتاة هي مسؤولية والدتها أم والدها؟