حوار .. أنا وقلبي ..

أيا قلبي ...
أخشى عليك من عشقي وجنوني
ومن أمطار بوحي
تغرقك في أعماق البحار
تطارد سرابا في البراري والقفار
أخاف عليك من معاناة أسفاري
تائها في أرض الصحراء
محلقا في مدارات الفضاء

نجما مضيئا يسترشد بها الربان
في ليل حالك الظلام
في متاهات البحار
لاجئا بعيدا عن الأوطان
يعاني غربة في النفس والترحال
وريحا عاتية تقتلع كل الأشجار
أخاف عليك رياح السموم
تحرق كل الزهور

أخشى عليك كبرياء نفس تملكني
تستعذب الانتصارات
آه ، كم أشفق عليك يا قلبي
أن يحل بك ضعف وانهزام
ولا تقوي على بريق النظرات
وأن تتخطفك العيون
وسهام طائشة من سحر الجفون

أخشى عليك عودة مهزومة
وانكسار حرف
تقتل فيها النهاية
في مهد البداية
وتسدل الرواية
وتتبعثر الحكاية أدراج الرياح

أيا قلب أسألك
أما عدت تقوى على مقارعة الكلمات
أم هو نزف وجراحات
جعلتك تلوذ بالصمت
في زوايا الركن
قابعا تستجدي الكلمات
أهزمت يا حرفي ؟
وسكنت بداخلك كل براكين وجدي
وأطلقتها أنات وزفرات

ولكني على يقين
أنه لن يروق لك صمتي
ولن تستعذب طعم هزيمتي
ولن ترقص على أنغام جرحي
ولن تعشق غير شموخي
وقد ألفت جنوني
وسكنت روحي

فأنا قيد ك
وأسير نجواك
ولكن مهلا أيها الحرف
سألملم جراحي
ولن يستهويني عيشا في السفح
سأعتلى القمة الشماء
رغم الداء والدواء
نسرا محلقا

سأمتطي صهوة جوادي
فارسا مقارعا
ولن أغمد سيفي
لن يهزمني جرحي
لك ذلك
وعدا مني أيها القلب