بن حزام: التنظيم الهيكلي لـ"القاعدة" في السعودية انتهى حسين الصالح من الرياض
2010-02-04
[حسين الصالح] الصحافي السعودي والمتخصص في تنظيم القاعدة فارس بن حزام
|
قال فارس بن حزام، الصحافي السعودي والمتخصص في تنظيم القاعدة، أن "الأفكار المتطرفة" ما زالت موجودة في المملكة العربية السعودية على الرغم من قضاء قوات الأمن على التنظيم الهيكلي للقاعدة.
كما يعتقد بن حزام أن هناك علاقة تربط القاعدة مع المتمردين الحوثيين في اليمن والحكومة الإيرانية، رغم البعد العقائدي بينهم. ولكنه يرى أن التعاون بين هذه الأطراف كان لتوفير الدعم اللوجيستي فقط.
الشرفة : كيف تقيم الوضع الحالي لتنظيم القاعدة في السعودية، بمعزل عن انضوائه تحت مظلة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب؟
بن حزام : لا وجود لتنظيم القاعدة، بالمعنى الهيكلي، منذ 4 سنوات. صعدت القاعدة سريعاً، ومثلها اختفت.
الشرفة : ما الظروف التي دفعت التنظيم القاعدة إلى الانضواء [تحت مظلة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب]؟
بن حزام : ليس انضواء. ما جرى تحديداً، أن بناء التنظيم تفكك وانهار بتساقط العناصر. نحن نتحدث عن آلاف المعتقلين في السجون السعودية، وأكثر من 100 قتيل.
الشرفة : وهل الجماعة تضم عناصر من دول خليجية أخرى؟
بن حزام : منذ البداية، والعنصر الخليجي مُقيد في التنظيم. لكن لم يُذكر أن خليجياً واحداً تبوأ مقعد مُتقدم. كانت عناصر حالها كحال المئات من غيرها، أدوات مستخدمة، لا تُقدم ولا تُؤخر. وعلى أي حال، العدد ليس بالكثرة. الخليجيون كانوا نقطة في البحر السعودي.
الشرفة : هناك تقديرات تشير إلى أن عدد السعوديين الموجودين في اليمن يقدرون بالعشرات، ما تقديركم لعددهم؟
بن حزام : بالفعل، الرقم ليس كبيراً. وزارة الداخلية السعودية في بيانها، الذي كشف عن 85 سعودياً مطلوباً مطلع عام 2009، أشار إلى تواجد أقل من 30 عنصراً في اليمن. وعلى مدى عام كامل، يمكن ملاحظة أن 8 عناصر منهم إما سقطوا قتلى أو قبض عليهم أو استسلموا. وأحدهم عبد الله العسيري، الانتحاري الذي فشل في اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودية. لكن لا يعني أن المُعلنة أسماؤهم في القائمة هم وحدهم المطلوبين. حقيقة هناك غيرهم، ولكنهم ليسوا بالكثرة.
الشرفة : وكيف تراهم "كيفاً"؟
بن حزام : كما قلت، من الناحية الكمية، ليسوا بالرقم المُذهل. ولا يشكل وجودهم أي قيمة مُضافة إلى العناصر اليمنية. أما من الناحية الكيفية، فالعنصر السعودي لا يفيد التنظيم، إلا في حالتين. الأولى في جذب عناصر سعودية إضافية. والثانية سهولة قبول السعوديين للانخراط في العمليات الانتحارية. ولعل في اختيار محمد العوفي، الذي استسلم في ظرف أسابيع قليلة، دلالة على ضعف العناصر السعودية داخل اليمن.
الشرفة : مضت نحو أربعة أشهر على آخر إعلان لوزارة الداخلية عن إلقاء القبض على خلايا تابعة للتنظيم. هل تعتقد أن هناك المزيد من الخلايا الكامنة؟
بن حزام : بشكل دقيق، كل ما يجري طوال الأعوام الأربعة الماضية، ليس سوى محاولات لإعادة بناء التنظيم المُنهار. وما يمكن ملاحظته أن جميع المحاولات باءت بالفشل. والواضح أن المحاولات ستستمر إلى أجل غير مُسمى في السعودية، فأسباب تواجد التنظيم سابقاً ما زالت قائمة.
الشرفة : إلى أي مدى يمكن القول إن المنابع الفكرية للقاعدة في السعودية تم تجفيفها؟
بن حزام : ما فعلته السعودية طوال سبع سنوات، لم يتجاوز بناء سدود ترابية لمواجهة تدفق السيول بشكل هائل. الأفكار المتطرفة متواجدة في السوق، وقبول الأفكار المؤهلة إلى تنظيم "القاعدة" ما زال قائماً. ولعل استمرار صدور بيانات وزارة الداخلية السعودية دليل واضح [أن هذه الأفكار ما زالت موجودة]، إضافة إلى استمرار تدفق المقاتلين السعوديين إلى ساحات القتال في كل مكان. لكن يجب الإشارة إلى أن أرقام السعوديين المتورطين بالإرهاب، انخفضت.
الشرفة : يتردد أن الضربات التي لحقت بالتنظيم في اليمن، والتي سبقتها ضربات مماثلة في كل من أفغانستان والعراق، قد تدفع بالعناصر السعودية من "القاعدة"، إلى البحث عن نقاط ساخنة أخرى. في حال صحت وجهة النظر هذه أي الأماكن تراها مُرشحة؟
بن حزام : لا أظن الحسم الرسمي لبقاء القاعدة في اليمن قد تم، أو في الطريق إلى تحقيقه. هذه عملية شاقة، وتتطلب جهداً يمنياً كبيراً. ولا يوجد في الأفق ما يدفع المراقب إلى القول بها [أن تنظيم القاعدة لم يعد موجودًا باليمن].
الشرفة : ألمح مسؤولون ووسائل إعلام سعودية، إلى علاقة ما تربط بين "القاعدة" و"الحوثيين"، رغم البون العقائدي الظاهري بينهما. هل ترى إمكانية قيام علاقة بين الطرفين؟
بن حزام : "القاعدة" تنظيم عسكري سياسي، أكثر من كونه ديني. لا أحد يستطيع تجاهل تعاون المقاتلين العرب مع من يقروا بكفرهم في الثمانينات. الحال مثله اليوم. لكن التعاون بين المتناقضين لا يتجاوز المسائل اللوجستية. لن يدخلوا في قتال ميداني مشترك ضد خصم واحد. لكن يمكن قبول التسهيلات التي يحتاجها أي تنظيم. وهو أمر يجري في محافظتي صعدة والجوف باليمن المحاذيتين للحدود السعودية.
الشرفة : وماذا عن علاقة القاعدة بإيران؟
بن حزام : التعاون بين الطرفين يشبه التعاون مع "الحوثيين"، الدعم اللوجستي فقط. والحوادث كثيرة، وتكرارها لا ينقطع. أقلها أن عناصر سعودية مطلوبة من قائمة الـ85 تتخذ من إيران مقراً لها. وقبلها قيادات سعودية ومصرية وموريتانية وكويتية من الصف الأول في تنظيم القاعدة الأم، دخلت عامها التاسع تحت كنف إية