يقول الزناتي خليفة :
يقول الزناتي و الزناتي خليفة =فنفس الفتى لابد من زوالها
حلمت الي ناشي من الشرق مزنه=يمطر كما شوك البلنزا خيالها
مشت خميس و امطرت يوم جمعه=هلت على قومي مقادم افعالها
مطرها الصبايا و السبايا و برقها=سيوف تلظي في يماني ارجالها
ياليتني ما صرت شيخ لقابس=وهني نفسي ما عليها و لا لها
و هني نفسي ماكلت مال مسلم =و لا خلطت مال اليتامى ابمالها
نظرت بقومي نظرة ما تسرني=وجيه العذارى طلقوها رجالها
كبار الملحا لا بارك الله باللحى الا=صغار اللحى شبوا بقومي فعالها
وابلادي زينة الماء مريفه=مدعوجة بالنيل تندا اجيالها
مساس عن الرمضا دكاك عن الحصا=والبق و البرغوت ماجا بجالها
وشيب عيني من عريب تنزلوا=على مجنب البطحا و بنوا حلالها
بنوا حلال من حلال قريبة=بنوا حلال شاق عيني دلالها
ترى خيلنا تسعين الف تعدها=و تذكر لنا خيل الهلالي مثالها
و لو اجتمع خيل الهلالي وخيلنا=فأبا زيد يركاها و يركا مثالها
و خان الصفيرا يوم خانت بابوها=و لا بنت الا فان ابوها دلالها
تشير بربط القوم و اطلاق عبدهم=و اثري عبيد القوم حامي ثقالها
اثرم عبيد القوم زيزوم سريه=يجر القناجر السواني احبالها
يشل الدمي شل الدلي يوم تمتلي=لا ماحها الزعاب ثم ارتكا لها
سيفه تعايوا عنه صناع دمشق=و لي له جمجمة رأس شالها
لكن اعوى شامان في طوس روسنا=عوى ذيبة تعوي لذيب عوالها
و انا شاهد للعبد في ربع هدته=ثمانين من قومي قلايع رجالها
هذا ولو ان العبد قد هد مثلها=على كان التارك تيتم عيالها
اثره امير ولد امير مجرب=لاهد تعطيه السبايا كفالها
ترى ما يجي عني مثل حذفه العصا=واسرع من دور الرحابا باشتغالها
و لولا بخط الرمل شيفت منيتي=بسيف ذياب قد لابا زيد زالها
هو دم قومه و انا قدم قومي=هو فهد القناصا و انا غزالها
حذرا عن اللي كفيت الدهر وجهه=لا جا جنوب الخيل صيروا شمالها
اللي قلع حدري ثمانين سابقا=كبيشات مافي نجد تلقى امثالها
و اللي قلعت حدره من الخيل تسعه=و العاشرة بالسيف انا زلت حالها
الى اعقر له سابق جاه مثلها=و الى عقر لي سابق جا مثالها
ان امهلت دنياي وادركت هقوتي=لا ازيل الصفيرا عن حياة تنالها
مهبول يامهبول من يامن النساء=و من يامن الحرمة الي اقفت بفالها
الى بغت درب الردا ما يكودها=تاطاه لو انه حماقا ارجالها
هذه القصيدة قالها عوام بني هلال على لسان الزناتي بعد قتله و الله اعلم ، و ابن خلدون يأكّد هذا .
و الشعر الهلالي له طابع خاص لا من ناحية وزنه و تراكيبه الثلاث المشتقة من بحر الطويل من بحور الفراهيدي و لا من ناحية لغته العامية على لهجىة قديمة اقرب ما تكون للفصحى من لهجتنا الآن . و قد نسبت نصوص كثيرة اليهم على ألسنة من نسبت اليه او على لسان "الحكواتيه" (على قولة اهل الشام)
و موضوع اشعار
(( بني هلال)) يطول فيه الكلام و هو من المواد المحببة اليّ قراءة و بحثاً . و هناك اشعار متناقله للآن عن وجودهم في نجد . مثل قصيدة علياء ، و تلك الأبيات التي تذكر وقعتهم مع أهل اشيقر الوهبة من حنظلة من بني تميم بقيادة الفارس الذي يتضح انه كان ندا لأبو زيد الهلالي ( حديد الوهبي ) :
وردنا على عدٍّ يسمى اوشيقر =والضرب حامي والشراب وجيد
الا كسرونا اتقينا بــ"سلامة" = والا كسرناهم اتــقــوا "بحديد"
"حديد" يحد الخيل على ذارع النقى = يعدي على فرساننا ويزيد
و سلامة هو
(( أبو زيد .))ملاحظة مهمة : نقلت الأبيات جميعا بنفسي و لم أنس وضع اشارة (=) لمن يحبذ نقلها للاستفاده في مكان آخر . و اني لأدعو الاخوه لأن ينقلوا كما شاءوا ، بشرط أن يدعو لي اي احد يريد نقلها دعوة حسنة بما سهّلت عليه من مهمة النقل و الكتابة
.
__________________
قال الملا علي القاري :
" إن أكثر علماء السلف و الخلف لا أنساب لهم يتفاخر بها ، بل كثير من علماء السلف موالي و مع ذلك هم سادات الأمة و ينابيع الرحمة ، و ذوو الانساب العلية ليسوا كذلك ، بل صاروا في مواطن جهلهم نسيا منسيا و لذا قال : صلى الله عليه و سلم إن الله يرفع بهذا الدين أقواما و يضع به آخرين .."
الثلاثاء فبراير 16, 2010 7:13 pm
