يديولوجية الحزب القومي الاشتراكي للعمال الالمان , وبعبارة اخرى للحزب النازي. هذا الحزب الذي تأسس عام 1919 حكم المانيا بين عامي1933 و1945, منذ وصول هتلر الى الحكم وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية . والقومية الاشتراكية تمزج بين مذهبين . فهي , من جهة اولى , تستعيدالفكرة الفاشية القائلة ان الوحدة القومية تضمن , بصورة افضل , بدولة شمولية يقودها حزب يجسد زعيمه الارادة القومية . وهي تتكيف , من جهة أخرى , مع الايمان العنصري بتفوق العرق الاري على العروق الاخرى التي يجب أن تخضع او تحذف . ولنلاحظ , على كل حال , أن، النازية ادني انضاجا من الفاشية الايطالية والفرنسية .
ان نجاحها السياسي مرتبط بقدراتها على التركيب بين عناصر غالبا ماتكون متناقضة في مذهب يجتذب العمال بصفة " الاشتراكية " ولكن معاداته للبولشفية تناسب أربا ب العمل وقوميته ترضي المحافظين التقليديين , في حين يتوجه عداؤه للسامية الى الذين يبحثون عن كبش فداء لمسائل المانيا .
وكانت للنازية بعض الادعات الثقافية , ولكنها اقتصرت على الاعجاب بالقوة الفظة وعبادة الزعيم . وقد اتهم ليبراليون هيغل بأنه ارسى اسس النازية . اما النازيون , انفسهم , فكثيرا ما انتسبوا الى نيتشه . والواقع هوان نزعة هيغل المحافة الليبرالية كانت , في أ سوأ ا لفروض , تسلطية في مواضع متقطعة , ان الحاحة على قاعدة الحق والضمانات الدستورية للحقوق الخاصة معارض معارضة مطلقة للنازية , في حين أن ازدراء نيتشة لادعاءات الامبراطورية الالمانية يبين الى أي حد كانت مثله العليا بعيدة عن مثل القومية الاشتراكية . ويمكن للفاشية الايطالية ان تتباهى بجنتيلة, وكان للفاشية الفرنسية باريس ومورا س , في حين لم يكن للنازية مثـقـفون . والفريد روزنبرغ( المولود عام 1893والذي شنق , في تشرين الاول عام 1946 , كمجرم حرب ) كان فيلسوفهاالوحيد. وأشهر مؤلفاته , " اسطورة القرن العشرين " (1930) , هو ركام العنصرية , و"روح الشعب" يتصل , بصورة مبهمة , بتاريخ الحضارة الاوروبية ويحاول بشكل غريب, اثبات ان كل ماله قيمة في التاريخ الاوروبي هومن اصل شمالي .
وللقومية الاشتراكية اهمية سوسيولوجيةاكثرمنها سياسية . وقد فسرها بعض المؤلفين كباتولوجيا ثـقافية بوصفها حلقة من تاريخ المجتمع الجماهيري (ارندت) اواجابة عن الرغبة في التسامي . واشتراكيتها لاتكاد تعني اكثر من كون حقوق الدولة تسود على حقوق الملاكين الافراد . والتوجه الى الشعب لم يكن سوى مبرر لالغاء كل منظمات المجتمع الليبرالي الوسيطة , كالنقابات واحزاب المعارضة , ولتهيئة السكان للحرب . واطرف سمة للايديولوجية النازية كانت ازدواجيتها فيما يتعلق بالثورة . فموراس وباريس كانا عدوين للثورة الفرنسية والليبرالية, في حين كان موسوليني مجتذبا الى الماركسية ونافرا منها في الوقت نفسه . وقد كانت النازية ذروة هذه الازدواجية , اذ قدمت نفسها بوصفهامعادية للثورة في الوقت نفسه . وجاذبها السيكولوجي كان , بداهة , مماثلا لجاذب مختلف الطوباويات الثورية , وفي حين كانت القومية الاشتراكية تقول عن نفسها , شكلها , انها مؤيدة للمثل الاعلى السكوني للدولة التعاونية , فان اكثر وجوهها تميزا , على المستوى البلاغي وعمليا , كان قريبا من الثورة الدائمة . ولم تكن المؤسسات مقبولة الا بقدرماكانت تعبر عن روح الشعب وترجح انتصار العرق الاري , ولذلك كان يمكن ان تحذف في اية برهة . وهذا هو احد الوجوه التي تتحدى القومية الاشتراكية , من اجلها, المماثلة مع العصورالسابقة للمحافظة والتسلطية . واصورة النازية للفاشية هي اكثر و بكثير من تجميع اجابات عن المسائل الاقتصادية التي اثرت في معظم البلدان بين الحربين.
وتجسيدهافي عبقرية هتلر المحمومة هو, ضمن هذا المعنى , اكثر من حادث . فقد سمحت انتهازيتة السياسية وطاقته المشعة للنازيين بكسب انصار عن طريق الوعد بتأميمات وبحماية الملكية الخاصة في الوقت نفسه , وبتشجيعه نمو صناعة قوية وتركيزه على الفضائل الاستثنائية للفلاحين في آن واحد , وبالالحاح على ضرورة تدابير رادكالية ومحافظة معا . والثابت الوحيد كان الالحاح على التوسع القومي والنقاء العرقي و" مبدأ الزعيم " . كانت الحرب النتيجة الحتمية لهذه المطامع المتراكبة مع المطلب الصريح القائل ان القوة , في السياسة الدولية , هي الحق . وقد شكلت هزيمة عام 1945 حكما لم يكن أي قومي اشترا كي يستطيع مساء لت