في الماضي كانت الجدة أو الجد يقتطعون جزءً من وقتهم الثمين مع أبناءهم لكي يحكون لهم القصص والحكايات المتنوعة وكم كنا ننجذب إلى تلك الحكايات وكل منا يحلق في عالم الخيال الغير متناهي وكل حسب إستيعابه للقصة أو الحكاية .
أما اليوم فالطفل لا يكاد يرى أبواه إلا على وجبة الطعام أو ما شابه فالآباء لا يعطون الطفل الوقت الكافي لمحاكاته أو سبر أغوار فكره وخياله ، طفلنا اليوم أمام محطات اللعب الألكترونية المتنوعة التي يصنعها عقل غربي بالدرجة الأولى فالطفل اليوم لا يفكر حيث أن مجريات اللعب عبر تلك الألعاب محسوبة ومقننة مسبقا فهو مجرد يتبع الخطوات المبينة امامه فلذلك هو أسير خيال تلك اللعبة وملابساتها .
كيف طفل الأمس كان يبحر في أفاق الخيال المتنوع عندما يستمع إلى أبويه وهم يحكون له القصص المختلفة وكيف كان يخلق في وجدانه عالم تلك القصة أو تلك الحكاية ؟
لازال طفل اليوم خياله ضعيف بل لا خيال له إن صح التعبير فهو يتتبع تلك الأقراص المرنة في محطات الألعاب المتنوعة دون أدنى مسئولية حتى وصل الأمر أن يدفعوه لمشاهدة الألعاب الدموية والعنيفة دون النظر إلى الآثار الجانبية على نفسية الطفل وشعوره