شموخ عز وفخر Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 7024 نقاط : 12951 09/04/2009 41
| موضوع: في مونديال الفضائح... من الشرس ومن الضحية؟ السبت يونيو 26, 2010 1:54 am | |
| لقد كان مشهد مدرب المنتخب البرازيلي دونغا وهو يقفز على خط الملعب بعد مشاهدة مجموعة من اللاعبين الإيفواريين يتدخلون بقوة ويلتحمون بعنف ضد نجوم راقصي السامبا أصحاب الأسعار الكبيرة في عالم الساحرة المستديرة مشهداً مثيراً للغاية.
ومن المؤكد أن الحكم الفرنسي ستيفان لانوي كان متساهلاً للغاية عندما سمح للاعبين بالدخول في هذه الالتحامات القوية والعنيفة، وكان ينبغي عليه أن يشهر البطاقة الحمراء في وجه عبد القادر كيتا بعد دخوله بدقائق بعد تدخله القوي والعنيف مع مايكل باستوس لاعب البرازيل، إلا أن المنتخب البرازيلي كان محظوظاً بعد أن خرج من هذه المباراة بإصابة وحيدة فقط بين صفوفه، فهذا أفضل بكثير من الخروج بإصابة لاعبيه بكسور في أقدامهم.
وما نقوله هنا ليس جديداً على أحد، إذ أن الجميع يعلم حجم الأجور الفلكية للاعبين الذين يلعبون في أعلى مستويات كرة القدم وفي أقوى الدوريات والخطر الذي يحدق بهم عند تعرضهم لإصابات خطيرة.
وإذا كان لاعب مثل لويس فابيانو مهاجم البرازيل يتمكن الآن من تسجيل الأهداف وتنتشر صورته في كل أنحاء العالم ويتهافت الرعاة عليه، فإن مسيرته مع كرة القدم قد تنتهي غداً إذا تعرض لإصابة خطيرة نتيجة عرقلة قوية أو سقوط بشكل خاطئ أو التواء قوي في الركبة، كل هذا قد ينهي مسيرته مع المستطيل الأخضر بين عشيةِ وضحاها.
بل إنني أتذكر ما حدث لمايكل أوين عندما سقط وحده ودون تدخل من أحد في أول مباراة لمنتخب انجلترا في مونديال 2006 ضد المنتخب السويدي، ليصاب إصابة قوية في ركبته كلفته الابتعاد عن الملاعب لمدة عام، ومن وقتها لم يعد هو مايكل أوين الذي يعرفه الجميع، لينتقل بعدها من صفوف نيوكاسل الذي هبط وقتها إلى الدرجة الأولى وانتقل اللاعب إلى صفوف مانشستر يونايتد مكتفياً بالمشاركة كبديل لمدة دقائق معدودة في بعض المباريات.
ومن المعلوم أن كرة القدم لعبة لا يمكن ممارستها من دون وجود احتكاك بين اللاعبين، وفي مناسبة مثل كأس العالم، لا يصح أن يستأسد لاعب على آخر أو يتدخل ضده بعنف لمجرد أن هذا الأخير يرتدي فانلة المنتخب البرازيلي، كما أن الجميع يدرك أيضاً أن اللاعبين الكبار يكونون هدفاً أو صيداً للاعبين الأقل نجومية وموهبة والذين لا يقدرون مهارات أولئك اللاعبين أو موهبتهم.
ومن المفارقات أن قدرات دونغا نفسه الذي كان يلعب في خط وسط المنتخب البرازيلي لم تكن موضع تقدير من جانب العديد من الجماهير الذين كانوا ينظرون إليه باعتباره مجرد لاعب قوي ينفذ المطلوب منه دون أن يكون في أدائه أي جانب إبداعي، بل عندما نتحدث عن التدخل القوي والعرقلات العنيفة، فإننا نضع دونغا على قائمة اللاعبين الشرسين.
وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء لننظر إلى رأي الإنجليزي بوبي تشارلتون أحد أساطير كرة القدم وصاحب موهبة قلما تجد نظيراً لها في الجيل الحالي للمنتخب الإنجليزي، حيث كان دائماً يؤكد على أنه كان ينظر إلى أي تدخل عنيف من أي لاعب ضده على أن ذلك يحسب في صالحه لأن هذا يؤكد على مدى المتاعب التي يسببها للخصوم والذين يضطرون إلى اللعب بعنف ضده لإيقاف خطورته، علماً أن تشارلتون لعب في عصر كانت كرة القدم مرعبة من الناحية البدنية عما هو عليه الحال اليوم، والفارق أن كرة القدم اليوم أكثر سرعة، ولهذا نجد أن أخطر الإصابات تتمثل في حدوث التواء أو إجهاد في الأربطة والأوتار وليست مجرد كسور "بسيطة" في العظام.
ولذلك كان ينبغي على البرازيليين التعامل مع لاعبي كوت ديفوار من هذا المنطلق، وأن يدركوا أن التدخل العنيف من جانب اللاعبين الإيفواريين يرجع إلى تفوق البرازيليين في المهارة والموهبة، وكان عليهم أن يظهروا بشخصية البطل في مثل هذه المواقف.
وعودة إلى المباراة، نجد أن الحادثة التي تلقى فيها كاكا الإنذار الثاني ومن ثم استوجب طرده بالبطاقة الحمراء لحصوله على بطاقة صفراء أولى قبل ذلك، قد تم تطبيق العدالة فيها بشيء من الصرامة والقسوة، فاللاعب دفع عبد القادر كيتا لاعب كوت ديفوار في صدره غير أن الأخير سقط على الأرض بشيء من التصنع والتكلف ممسكاً بوجهه في مسرحية باعثة على السخرية، وتذكرني تلك الحادثة بما فعله اللاعب البرازيلي ريفالدو مع اللاعب التركي هاكان أونسال في مونديال 2002، وتنطبق على هذه الحادثة المثل العربي الذي يقول "كما تدين تدان". ومع ذلك، قد يكون هذا بشير خير للبرازيل لأنها تمكنت وقتها من الفوز بمونديال 2002 في كوريا واليابان.
| |
|