بدأت في اليمن حملة واسعة لجمع التبرعات، لتجهيز وتسيير قافلة من أربع سفن، لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وقد دُشنت الحملة رسميًا الأسبوع الماضي في حفل بصنعاء، شارك فيه نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن اللواء رشاد العليمي.
وجاءت فكرة إطلاق سفن يمنية من الشيخ عبد المجيد الزنداني في مهرجان جماهيري بصنعاء تضامنًا مع أسطول الحرية عندما تعرض لهجوم من القوات الإسرائيلية، وكشف أنه بصحبة الشيخ صادق الأحمر رئيس الهيئة الشعبية باليمن لنصرة الشعب الفلسطيني سيتقدمان بهذا الطلب للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ليحظى بموافقته ورعايته.
وقال النائب محمد الحزمي، الذي شارك في أسطول الحرية واعتقلته إسرائيل مع نائبين آخرين وناشط يمني: "منذ رجوعنا إلى صنعاء واستقبال الرئيس صالح لنا، طرحنا موضوع تسيير سفن يمنية لكسر حصار غزة على رئيس الجمهورية فوافق على ذلك، والهيئة الشعبية اليمنية لنصرة الشعب الفلسطيني تبنت الأمر بكل قوة وحماس".
وأضاف الحزمي أن "الموقف الرسمي يتناغم مع الموقف الشعبي، وقضية فلسطين هي القضية الجامعة لكل اليمنيين، ولذلك نجد أن اليمنيين رسميًا وشعبيًا يدعمون قضية فلسطين وحق المقاومة وحق العودة، وتحرير فلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".
عشرات الآلاف من المتضامنين:
وبشأن أعداد المشاركين في القافلة قال الحزمي: "لا أبالغ إن قلت إن عشرات الآلاف من اليمنيين يريدون المشاركة في السفن اليمنية لكسر حصار غزة، حتى النساء طالبن أن يكون لهن مكان في الأسطول، وهناك تشوق كبير من الرجال والنساء، بل هناك من يترجى، وهناك من ذهب يجمع المال للقافلة بشرط أن يكون مشاركًا فيها".
أما عن المخاوف من تعرضهم لاعتداء من إسرائيل فقال الحزمي: "إن الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية زادنا إصرارًا على المشاركة لمرات عديدة لكسر حصار غزة ومواجهة الغطرسة والجبروت الإسرائيلي، ولا يمكن أن نحقق أهدافنا إلا بالتضحية والصمود والصبر".
ولفت النائب الحزمي إلى أنه تقدم ومعه 93 نائبًا بطلب إلى رئاسة مجلس النواب لإرسال وفد رسمي برلماني من اليمن إلى قطاع غزة، لإعلان تضامن اليمن شعبًا وبرلمانًا ودولة مع أهل غزة في هدفهم لكسر الحصار، والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.
جمع التبرعات:
من جانبه، قال المنسق العام للقافلة اليمنية عبد القوي الشميري: إن القافلة اليمنية تأتي في إطار التحرك الدولي لكسر الحصار عن قطاع غزة، الذي برز وتصاعد عقب العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية في 31 مايو الماضي.
وأضاف الشميري أن "المطلوب هو شراء أربع سفن، وليس استئجارها، وتكلفة كل سفينة بسعة 1000 طن تبلغ مليون دولار تقريبًا، ولذلك نحن نعتمد بدرجة أساسية على جمع التبرعات من أفراد الشعب اليمني، الذي يتفاعل مع كل أمر يهم فلسطين وغزة، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرة إخوانه الفلسطينيين".
ودعا المغتربين اليمنيين في دول العالم إلى المساهمة في القافلة اليمنية، واعتبر الدعوة موجهة أيضًا لرجال الأعمال والخيرين من دول الخليج كي يشتركوا في تسيير القافلة اليمنية ويساهموا في رفع الحصار عن قطاع غزة.
وأشار إلى أن القافلة حددت بداية أغسطس المقبل موعدًا لانطلاقها باتجاه قطاع غزة، وقال: إن المشاركين في القافلة اليمنية سيمثلون كل فئات الشعب اليمني، من أحزاب وتيارات سياسية وفكرية واجتماعية، بمن فيهم الرسميون والحزبيون. وفقًا للجزيرة نت.
وقال الشميري في معرض المخاوف من تعرض القافلة ومن عليها لاعتداء إسرائيلي: "لدينا استعداد للتضحية بالدماء، وليس بالمال فقط".
وأشار إلى أن التحدي الأساسي هو مقارعة الغطرسة الإسرائيلية وفضح عدوانها وكسر حصارها الظالم على الشعب الفلسطيني.