التعلّم من الآخرين.. السبيل لمعرفة الـذات

شكرا ااخي سيف الدولة

دمت بخير

مشكور اخي سيف الدولة

سلمت يمناك اخي سيف الدوله على ما سطرت

مودتي

مشكور اخي سيف الدولة

مودتي

مشكووووووووووووو اخي سيف الدولة

التعلّم من الآخرين.. السبيل لمعرفة الـذات..!

يرتبط الإنسان ببيئته منذ صغره لذا يقال: (الإنسان ابن بيئته) ويقصد هنا بكلمة بيئته من حيث المعنى الاستدلالي (البيئة الاجتماعية) التي يميل إليها بجميع جوارح فطرته،وان صلة الوصل هذه تولد لديه إحساساً أن يكون له صوت مسموع بين الأشخاص المحيطين به و المحيط بهم. وهكذا هي الحياة في ديمومة بين الفرد والمجتمع، والمجتمع والفرد هذا يتعلم من ذاك وبالعكس وتلك هي سنة الحياة..!

ان الطفل بطبيعته يحاول انتهاج طريق تقليد الآخرين الأكبر منه سناً ولكنه لا يتهيب أن يثبت ذاته من خلال تجربته الشخصية منذ أن يتجه إلى اللعب وهو بعد مازال في عمر نعومة الأظفار، وان مبدأ (إنكار الذات) يبدأ لديه حين يتنازل عن أحدى لعبه ويعطيها لطفل آخر كي يلعب بها وإذا ما أحسن الوالدان (الأب والأم) تشجيع الطفل على أن يأخذ حسبانه من حاجة أصدقائه الأطفال لبعض ألعابه الشخصية الفردية فيكون ذلك بمثابة تنمية صفة (الكرم والإكرام) منذ وقت مبكر ولا يمكن اعتباره أمراً سابق لأوانه بل العكس هو الصحيح.

ان علاقات الإنسان على المستوى الاجتماعي انطلاقاً من الشعور الإيجابي بأن لا تبعية لهذا الشخص إلا بجانب الحق يجعله في غمرة وارتياح نفسي لكونه يسير بخطوات صائبة، إذ أن من الأمور التي تجعل المرء في حالة بحث ، هو توجيه الأسئلة عليه إذا ما أخطأ عمداً أو عن عدم دراية بحق غيره. ولذا فالإنسان في حالة بحث دائم عن صديق وفي إذا ما وجده فأنه يطمح إلى تركيز الصلة الأخوية – الاجتماعية معه حتى يتوج علاقته به إلى مرتبة المصير المشترك حيث تقاسم المشاركة بالاتراح والأفراح معاً.

إذا كان الترابط العائلي يلمسه الإنسان منذ بدايات فتح عيناه على الدنيا فهو يشعر أن هذا الرباط المقدس بين أفراد العائلة يحتاج إلى رباط أكثر تأثيراً لديمومة هذا الرباط العائلي على أفضل ما يكون ولعل في اندماج الإنسان مع مجتمعه الأفسح الالتحاق بعمل للرزق أو الالتحاق بنادي لممارسة هواية محببة أو المشاركة في جمعية ، وكل المجالات الاجتماعية لمعرفة انعكاسات ذاته على الآخرين وانعكاسات ذوات الآخرين عليه.

تظل صفة تعليم الكبار للصغار (الأب والأم لأبناؤهما وبناتهما) والمعلم لتلاميذه، ثم سطوح الأعراف والتقاليد في العلاقات الصداقية الناجعة هي الظاهرة الاجتماعية المثلى التي تضع الإنسلان على بدايات الوعي لينتهل من قناعاته الأولية منهجاً له في الحياة التي تحتاج مسيرتها إلى المراعاة، ولعل من خلاصة ما يقوم به الآخرون من إطلاق أحكام وإبداء مواقف بمختلف أمور الحياة ونشاطها اليومية ما يجعل الآخرين ومن حيث لا يشعر الإنسان أن هؤلاء يشكلون مدرسة قائمة بحد ذاتها يمكن تقصي حقائقهم وتوجهاتهم من خلال الأشخاص المقابلين يتعلم من آرائهم وانطباعاتهم وتحليلاتهم للأمور الكثير الكثير رغم أنه لا يسجل ذلك في أوراق مذكراته لكن تجربة الآخر هي دائماً موضع تأثير في النفوس يأخذ منها موجباتها ويهمل مسالبها.

فمن بين معارف الإنسان أو من يصادفه شخصيات مثيرة للأعجاب الذي يصل أحياناً لمرحلة الاحترام الفائق فإذا ما خان ظن الانسان بأحد هؤلاء الملتفين حوله ودأب على أداء واجب صداقي مجرد من غاية سلبية ممكن أن تؤزم الموقف ويفشل في ذلك فشلاً لم يجد له مبرراً عند الآخر الذي قبل أن يبدي موقفاً متدنياً من أمر ما فإن ذلك يقود بالمرء السوي إلى الشعور بـ(الصدمة) فيقال أن بعض الناس قد تغيروا ولم يعودوا كما كانوا عليه قبلاً.

إن حلم الإنسان النهائي مع كل الآمال التي تعتريه ان يبقى نابضاً للظفر بكل شيء أحسن لحياته يعز عليه أن يرى ظاهرة الارتداد عن المثل عند نفسه وعند الآخرين أن تذهب سُدى ولهذا فالإنسان بطبيعته الاجتماعية يريد التدخل لمعرفة أي شيء عند الآخر فيما يتعلق بحدود الأصول ،فقد يكره (الانسان) أن يكون البقاء للمهيمن على الآخرين كلاماً أو موقفاً أو نفوذاً قبل أن يكون لأي هيمنة سطوع مبدأ الحق والحقيقة المجردين فيها.

إن الإنسان السوي(العادي) بقدر ما يرغب من فرض اعتداده بنفسه على الآخرين كي يكونوا عادلين مثله تماماً لأن في العدل وتطبيقاته راحة للجميع فهو يعلمهم من حيث لا يشعر من أقواله وانطباعاته وتجاربه وذخيرة فكره ولهذا يرى أن تأثير هذا الإنسان بين المحيطين به ظاهراً لكن المرء السوي لا يتأثر به إلا من يكون من نفس الشاكلة الناقصة التي تفتقر للأحاسيس الصادقة اتجاه الآخرين.