د.صلاح الراشد :الفكر العربي أكبر عائق لتطور الشعب العربي31 يناير, 2009
لقد شخّص بعض المفكرين العرب في ما تسمية الأمم المتحدة بتقرير التنمية الإنسانية العربية في 2002 م أن العالم العربي يعاني ثلاث مشاكل رئيسة : المعرفة ، والحكم الصالح ، وتمكين المرأة .
إن المقصود بالمعرفة توفر وسائلها ، وتطوير البحث العلمي ، والإنفاق على التعليم ، وتوسيع سبل المعارف والعلوم والفنون ، وتنوع الثقافة وإنفتاحها ..
والعالم العربي يعاني الأمرين على مستوى المعرفة . لا توجد جامعات حقيقية في الوطن العربي تخرج مثقفين أو عاملين منتجين في المجتمع ومتطورين . إن الجامعات العربية تحتوي أشخاصاً يريدون درجات وشهادات للوظيفة فقط لا غير . والأساتذة في هذه الجامعات ليسوا باحثين أو مطورين في المجتمع ، بل مجرد معلمين حتى بحوثهم غير عملية وهي من أجل الترقية العلمية ، أو متى ما عملو شيئاً جاداً يصير مكانة الأدراج .
والوطن العربي يصرف 1,7 مليار دولار على البحث العلمي ( 22 دولة ) ! بينما تصرف إسرائيل وحدها 4 مليار على البحث العلمي ، الهند 20 مليار ، جنوب أفريقيا 4 مليار ! لا يتوفر في الوطن العربي أناس يقرأون إلا ما ندر . نحن نعتقد أن ملائنا حالة نارة جداً ، فالاستبيان الذي عملناه يجعل عملائنا الذين أجابوا على الاستبيان حالة خاصة ، ويمنحنا البهجة بإننا نخاطب أفضل ما في الأمة . في دراسة للأمم المتحدة تبين أن الأمريكي يقرأ بحدود 11 كتاباً في السنة ، والبريطاني 8 كتب ، بينما العربي لا يقرأ أكثر من 4 صفحات في السنة !! بالمقارنة في بريطانيا فإن الوطن العربي 4 % قراء من القراء البريطانيين .
إن المعرفة أولى مصادر الإصلاح الحقيقي ، فالشعب غير الواعي وغير المتعلم لا يمكن أن يكون شعباً قائداً أو مقدماً في البشرية . من لا يملك العلم ليس له أن يتصدر . وأولى مراحل المعرفة و العلم الحقيقيين : القراءة ( ” Leaders are readers ” ) .
إن العالم العربي يحتاج بصدق وإخلاص تعزيز المعرفة ، والتي دونها لا يمكن أن يكوت هناك تطوراً حقيقياً . ويجب الانتباه من أن المواطن العربي يجب أن يحمل هذه الراية بنفسه ، لأن حكوماتنا غير جدة في هذا الموضوع ، فليس لديها أي مخططات ولا أي دعم ، ولا قطاعنا الخاص كذلك متحمس ، خاصة وإن التعليم والتدريب والمعرفة في الوطن العربي لا يشكل أي ربح أو تجارة مشوقة للعمل . في الولايات المتحدة يشكل الكتاب 20 مليار دولار إيراد سنوياً ! بينما هوليوود لا تزيد عن 8 مليار