افتتاح كأس افريقيا لكرة القدم في أجواء يشوبها الحزن !
لواندا - د ب أ - افتتحت امس بطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين لكرة القدم رسميا في العاصمة الأنجولية لواندا ، من قبل الرئيس الأنجولي خوسيه ادواردو دوس سانتوس.
وخيم مع ذلك علي حفل الافتتاح الذى اتسم بمظاهر احتفالية هادئة مشاعر الحزن لوفاة ثلاثة من أعضاء بعثة المنتخب التوجولي بعدما تعرضت الحافلة التي كانت تنقله إلى أنجولا لهجوم مسلح في مقاطعة كابيندا التي كان من المقرر أن يخوض فيها الفريق التوجولي مبارياته بالدور الأول للبطولة قبل أن ينسحب امس.
ولقي سائق الحافلة والمدرب المساعد أبالو أمناليتي والمتحدث باسم الفريق ستانيسلاس أوكلو مصرعهم إثر الهجوم ، وظل الارتباك والتضارب يحوم حول قرار المنتخب التوجولي بشأن المشاركة في البطولة الأفريقية.
وذكرت بعض التقارير أن المنتخب التوجولي في طريقه للعودة إلى توجو ، بينما ذكرت تقارير أخرى أن اللاعبين كانوا قد قرروا في البداية الرحيل ثم عدلوا عن قرارهم.
وبعدها طالب رئيس الوزراء التوجولي لاعبي المنتخب بالانسحاب والعودة على الفور إلى بلادهم.
وأشار دوس سانتوس إلى حادث الهجوم المسلح على بعثة منتخب توجو ، في كلمته خلال حفل الافتتاح.
وقدم المشاركون في الحفل عرضا يعبر عن الثقافة الأنجولية ، أمام عدد من الشخصيات الهامة من بينها السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ووالكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة (الكاف) وكذلك الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما ، وحوالي 50 ألأف مشجع في استاد «11 نوفمبر» الوطني.
وانقسم العرض إلى استعراض عدة مراحل من التاريخ الأنجولي ، من استعمار ومقاومة ثم استقلال.
وواجهت اللجنة المنظمة وكذلك الكاف انتقادات بسبب الإصرار على إقامة حفل الافتتاح ، بعد الهجوم الذي استهدف الفريق التوجولي والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وتدفق الاف الانجوليين الى ستاد في العاصمة لواندا لحضور مراسم الافتتاح.
و شمل حفل الافتتاح عروضا للالعاب النارية ورقصات تقليدية في الاستاد الذي تبلغ سعته 50 الف متفرج وبني خصيصا للبطولة.
وجاء رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الذي تستضيف بلاده كأس العالم في حزيران المقبل الى انجولا لحضور حفل الافتتاح بالاضافة الى زعماء اخرين.
وقال منظمون انه سيتم الوقوف دقيقة حدادا على روح اثنين من بعثة منتخب توجو قتلا في هجوم للمتمردين على حافلة الفريق في اقليم كابيندا بانجولا الجمعة الماضي.
وأعلنت جبهة تحرير جيب كابيندا مسؤوليتها عن الهجوم وتعهدت بشن مزيد من الهجمات لكن السلطات قامت بتعزيز اجراءات الامن.
وقال انطونيو بنتو بيمبي وهو وزير دولة انجولي معني بشؤون كابيندا لرويترز :هؤلاء مجموعة من الناس لا تنسيق بينهم تقريبا.
عززنا اجراءات الامن حتى لا يتكرر ذلك مرة اخرى.
وقال ايمانويل اديبايور قائد منتخب توجو ان فريقه سيعود الى الوطن ولن يشارك في البطولة لكن متحدثا باسم البعثة قال في وقت لاحق ان القرار النهائي لم يتم اتخاذه بعد.
وعقد المنظمون اجتماعا طارئا في وقت متأخر السبت قبل ان يعلنوا ان البطولة ستسير مثلما كان مخططا لها.
وقالت لانديرا سيلفا /22 عاما/ عند المدخل :هذا يوم مشهود. العالم بأسره يشاهدنا ونعرف ان البطولة سوف تنجح.
وقال جواو سوزا وهو يشق طريقه ا:أراهن ان انجولا ستهزم مالي 3-1. انا واثق من فوز انجولا.
حلم كودجوفي يتحول الى ماساة
في البداية كان حارس المرمى الاحتياطي للمنتخب التوجولي كودجوفي أوبيلالي يتطلع إلى متابعة المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الأفريقية المقررة بين منتخبي أنجولا المضيف ومالي امس في لواندا ، بين زملائه في الفندق الذي كان من المفترض أن يقيم فيه الفريق في كابيندا خلال البطولة.
كذلك كان يتطلع إلى الجلوس على مقعد البدلاء ضمن التشكيل الاحتياطي للمنتخب التوجولي خلال مباراته التي كان من المفترض أن يخوضها أمام نظيره الغاني اليوم في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية.
ولكن الآن الوضع اختلف حيث أن زملاءه سيتابعون المباراة الافتتاحية على شاشات التلفاز بين عائلاتهم في توجو أو مع زملائهم بالفرق الأوروبية التي يلعبون لها ، أمام أوبيلالي فسيمكنه على الأكثر أن يتابع المباراة وهو على سريره بأحد مستشفيات جوهانسبورج.
وكان أوبيلالي /25 عاما/ قد سافر أمس السبت على متن طائرة إلى جوهانسبرج الجنوب أفريقية ، بعدما أصيب خلال هجوم مسلح استهدف حافلة المنتخب التوجولي عقب وصولها إلأى مقاطعة كابيندا.
ولقي شخصان مصرعهما وقال صحفيون إن الهجوم أسفر عن مقتل شخص ثالث.
وبعدها أعلن المنتخب التوجولي انسحابه من البطولة الأفريقية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينسحب فيها منتخب من المشاركة في بطولة أفريقية.
ففي عام 1996 انسحب المنتخب النيجيري حامل اللقب حينذاك من البطولة في جنوب أفريقيا بسبب شكوك بسيطة حول ضمان الأمن للاعبيهم.
ولكن لا شك في أن الأسباب الحقيقة وراء الانسحاب هي دبلوماسية وتتمثل في الجدل بين الزعيم الأفريقي السابق نيلسون مانديلا والجنرال ساني أباشا القائد الأعلى للقوات المسلحة النيجيرية حينذاك.
وكان مانديلا قد انتقد أباشا علنا بعدما أمر الأخير بإعدام الكاتب النيجيري الشهير كين سارو ويوا وعدد آخر من ناشطي الأقليات في عام 1995
وقال المسؤولون في نيجيريا إن الذين حكم عليهم بالإعدام كانوا قد اغتالوا أربعة مسئولين بالحكومة.
وبعد تنفيذ أحكام الإعدام أقصيت نيجيريا من الكومنولث وأصبحت منبوذة في جميع أنحاء العالم.
وكانت جنوب أفريقيا قد ألغت أيضا دعوتها لنيجيريا بالمشاركة في بطولة تتضمن أربعة منتخبات وتقام قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية.
ولم يكن منتخبا نيجيريا وتوجو الوحيدين اللذين ينسحبان من أحداث رياضية كبيرة.
ويعود أول انسحاب من بطولة كبيرة إلى عام 1972 حيث انسحبت بعثات الفلبين والجزائر وكذلك بعض لاعبي هولندا والنرويج من دورة الألعاب الأولمبية بميونيخ.
وجاء هذا القرار بعدما نظم كمينا للبعثة راح ضحيتها 11 من المدربين واللاعبين ، وقتل خمسة أشخاص من الذين نفذوا العملية.
وكان من بين اللاعبين المنسحبين عداء سباقات المسافات الطويلة الهولندي جوس هيرمنز حامل الرقم القياسي العالمي حينذاك وأحد أقوى المرشحين للفوز في سباق خمسة ألاف متر.
وقال هيرمنز بعدها :عندما تنظم حفل ، ويقتل شخص في هذا الحفل ، فإنك لا تكمله.
وبعدها بعام واحد انسحب الفريق الروسي من آخر مباراة له في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1974 بألمانيا.
ورفض المنتخب الروسي ، الذي كان من المقرر أن يخوض مباراة فاصلة مع نظيره التشيلي لتأهل فريق منهما إلى كأس العالم ، السفر إلى سانتياجو لخوض لقاء الإياب وذلك بعدما تعادل سلبيا في مباراة الذهاب بموسكو.
وذكر المنتخب الروسي حينذاك إن لن يلعب على ستاد الوطني في سانتياجو الذي كان قبلها بشهور .
والآن انسحب المنتخب التوجولي من كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا.
وقال باسكال بوجونا المتحدث باسم حكومة توجو ووزير الدولة لشؤون الإدارة الإقليمية واللامركزية والجموع المحلية: لا يمكننا المشاركة في البطولة في ظل هذه الظروف.
وأضاف :لا يمكننا المضي قدما في بطولة كأس الأمم وسط هذا الوضع المخيف.
فاللاعبون يعانون من صدمة.