ونستهل التحقيق بقصتين لأثنين من المرضي.
الأول كان طفلا في الثانية عشرة من عمره وكان في أول زيارة له غريب الأطوار وانطوائيا الى حد كبير وعبوس الوجه لا يتكلم الا القليل.
وكانت مشكلته تكمن في بروز أسنانه وشفتيه بشكل مزعج الى حد كبير وقد قمت بعلاجه بخلع أربع ضواحك وتقويم أسنانه.
وبعد انتهاء العلاج كان الطفل مختلفا تماما، أصبح طفلا جميلا ذا شخصية جذابة ومرحة ومحبوبة.
القصة الأخرى كانت لامرأة قامت بزيارتي اخيرا وهي تبحث عن حل لمشكلتها التي تكمن في ضمور شفتيها وتغير شكلها لدرجة انها تأثرت نفسيا من ذلك، حيث إنها خضعت الى علاج تقويم ابتدأ منذ ثلاث سنوات، الذي تم عمله لإصلاح سوء اطباق الاسنان الذي كان لديها آنذاك.
وكان قرار اختصاصي التقويم بأن يتم علاجها عن طريق خلع أسنان ومن ثم قفل الفراغات بترجيع الأسنان الأمامية وبالتالي حل مشكلة اللاتطابق.
ولكن بعد مرور السنوات من هذا العلاج، وبعد مرحلة تقفيل الفراغات الناتجة عن الخلع، اكتشفت المريضة بأن شكل وجهها قد تغير وان شفتيها أصبحتا مضمورتين الى حد كبير، وكذلك الأسنان قد تم ترجيعها لداخل الفم بصورة لم تعجبها، وهي الآن تريد اصلاح الأمر واعادة الأسنان الى وضعها السابق، وقد ذهبت بعد ذلك الى طبيب آخر الذي قام باتهام الطبيب السابق بقصوره وخطأ علاجه.
وأراد الطبيب الآخر ارجاع الأسنان الى وضعها السابق وفتح فراغات جديدة وملأها بأسنان مزروعة. وهي الآن في نهاية تلك المرحلة. ولكنها الآن أصبحت غير واثقة في صحة ما يقال لها.
وفعلا فان العلاج المتبع في مثل تلك الحالة يتلخص في تقديم الأسنان وذلك عن طريق إعادتها الى وضعها السابق وإعادة فتح الفراغات، وهذا بالتالي يستدعي تعويض هذه الفراغات بواسطة الزرعات السنية، وهذا بالطبع سيكلفها مبلغا ليس بالسهل.
وعند المراجعة لهذا السيناريو تبين الى ان السبب يعود في المقام الأول لعدم وجود تواصل بين المريض والطبيب حيث لم يقم الطبيب بتوضيح ان خلع الأسنان قد يؤثر على وضع الشفاه وقد تتراجع بسبب ذلك.
وبيت القصيد في القصة الثانية هو ان علاج البروز يعتبر من أهم التحديات في تقويم الأسنان ومدى أهمية أخذ القرار الصائب حتى لا نؤثر على حالة المريض النفسية والجمالية.