وردت صحيفة "كل العرب" الاسبوعية الصادرة في فلسطين الـ48، نقلاً
عن مصادر صحافية اسرائيلية، ان مؤامرة جديدة تقف خلفها اسرائيل، وتهدف الى
اذكاء نيران الفتنة بين الشعبين المصري والجزائري، على خلفية صعود منتخب
الجزائر لنهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 في اعقاب هزيمة المنتخب المصري
في موقعة "ام درمان" واندلاع أعمال شغب في اللقاء الحاسم في العاصمة
السودانية الخرطوم.
وزعم "نحمياس" ويعمل معلقاً للشؤون العربية في صحيفة
"يديعوت أحرونوت"، وهي الأوسع انتشاراً في اسرائيل: ان ما لا يقل عن مليوني
مصري، يتمنون، منذ الآن، هزيمة المنتخب الجزائري في نهائيات مونديال جنوب
أفريقيا 2010، المقرر انطلاق منافساته في الحادي عشر من الشهر الجاري. وقال "نحمياس" في محاولة إسرائيلية لإظهار تشجيع
إسرائيل للمنتخب الجزائري في المونديال: أن الجزائر، بكل فخر، لا يمكن أن
تُمنى بالهزيمة حيث ينتظر مشجعوها بفارغ الصبر لقاءات جنوب أفريقيا. وامتدح انجازات المنتخب الجزائري في البطولات
السابقة، ودعا الإسرائيليين الى اتخاذه نموذجا يحتذي به لتوحيد
الإسرائيليين حول هدف واحد. وزعم أن الساسة الجزائريين هدفوا من وراء ذلك الى
الاعتماد على لاعبي المنتخب الجزائري في إلهاء الشعب الجزائري عن المشاكل
الأخرى والتركيز، فقط، في المونديال الجنوب افريقي. واوضح نحمياس أسباب استخدام الساسة الجزائريين
للرياضة وقال: بالرغم من أن الجزائر دولة كبرى على صعيد إنتاج النفط والغاز
إلا أنها تعاني من الديون الخارجية الكبرى والمتراكمة والانتهاكات
الإنسانية طيلة سنوات الحرب الأهلية، التي حصدت 200 الف قتيل جزائري منذ
العام 1992. وتبعاً لسيناريو المؤامرة، حسب ادعاء المصادر
الاسرائيلية، دعا نحمياس في ختام تقريره مشجعي الكرة من الإسرائيليين الى
مساندة المنتخب الجزائري. وختم تقريره قائلاً: ان المشجعين المصريين تعرضوا في
الخرطوم لاعتداءات من نظرائهم الجزائريين أثناء خروجهم من استاد "أم درمان"
عقب انتهاء لقاء مصر والجزائر في 18 نوفمير في التصفيات النهائية المؤهلة
لنهائيات كأس العالم 2010 حيث قذفوهم بالحجارة وحطموا زجاج الحافلات، التي
كانوا يستقلونها فى طريقهم الى المطار وأصابوا واحدا وعشرين منهم بجروح، ما
تسبب في ازمة دبلوماسية بين مصر والجزائر. وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية وصفت اللقاءات بين
مصر والجزائر بالحرب الشعواء، وركزت على الخلافات بينهما، لا سيما عشية
لقاءي القاهرة و"ام درمان"، ورسخ القراء الإسرائيليون، خصوصاً المعقبين في
المواقع الالكترونية على الشماتة بالعرب، ووجدوا سعادتهم في خلاف البلدين
العربيين، وتمنوا، في حينه، ان تكون هناك مباريات على هذا النسق من
الحساسية والشد العصبي بين حركتي: "فتح" و "حماس" الفلسطينيتين، ووصف البعض
العالم العربي بأنه "متخلف".